من هم المغضوب عليهم؟ تلك الآية التي وردت في فاتحة الكتاب فتصادفنا تلك الكلمات التي لا يعرف الكثيرين منا إلا المعنى الظاهري فقط، وهم الذين فعلوا الفاحشة والمعاصي وأكثروا من الذنوب، فتوعدهم الله بالعذاب الشديد والغضب الذي لا يزول، وقد ذكر الكثير من المفسرين والعلماء أن المقصود بهذا الغضب هم اليهود لما فعلوه ويستحقون عليهم اللعنة والسخط، جراء تكفيرهم الأنبياء ومخالفتهم أوامر الله عز وجل، فأتبعوا منهج أبليس لعنة الله تعالى عليه حين رفض أمر الله وتعالى عن السجود لسيدنا آدم عليه السلام خليفة الله في أرضه.
من هم المغضوب عليهم
أثناء قراءة القران الكريم وخصوصاً في ليالي شهر رمضان المباركة نحاول تفسير بعض الآيات الجميلة وقد افتتح القرآن الكريم بسورة الفاتحة أعظم السور المباركة، والتي بدأت بحمد الله وشكره على نعمه التي لا يحصرها عد، فالحمد لا يكون إلا لله عز وجل الذي لا مخالف لأمره، ومن سولت له نفسه فقد حكم على نفسه ليكون من المغضوب عليهم، الذين لا نجاة لهم مما كتبه الله عليهم من عذاب مستقر، ويشمل المغضوب عليهم كافة العاصيين لأمر الله المكذبين لرسله، المصرين على المعصية، وتأتي قبلها الآية الخاصة بطلب الهداية والتثبيت على الصراط المستقيم الذي تكون نهايته جنة الرحمن، صراط الذين أنعمت عليهم بنعمة الإيمان والتصديق لرسولك الكريم، والعمل على فداءه بالروح، ولم يكتب هذا النعيم المقيم للذين غضب الله عليهم أو الذين ضلوا السبيل فسحقوا بذنوبهم، وكأن مأواهم النار وبئس المصير.
تفسير (غير المغضوب عليهم ولا الضالين للشعراوي)
وقد قال الإمام الشعراوي رحمة الله تعالى عليه في تفسيره:
(غير المغضوب عليهم) :
- أنهم هم الذين غرفوا الحق وكابروا فيه ولم يأتو به.
- وعصوا الله فغضب عليهم فمنع عنهم هداية الإعانة التي لا تكون إلا للمؤمنين.
- وهذا لسيرهم ضد المنهج الإلهي وارتكاب كافة المحرمات التي تم النهي عنها.
أما معنى (ولا الضالين):
- وهو الذي لا يعرف الحق ولكن لم يبحث عنه.
- وهو دعوة المسلمين ألا يكونوا ممن اتبعوا النفس ولم ينهوها عن الهوى.
- فنزل عليهم الغضب الذي يباع بينهم وبين العودة مره أخرى إلى الله.
- والضال هو من أضاع الطريق وفقد المنهج فاصبح للشيطان وليا.
- وهناك المضل وهو الذي أبعد عن الصراط المستقيم ودعا غيره بالكفر واتباع طريق الكفر.