ما هي أعراض مرض الاكتئاب لدى الأطفال والكبار؟.. وطرق العلاج

مرض الاكتئاب من الأمراض النفسية التي قد تتعرض لها سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فهناك بعض المواقف التي قد تتعرض لها خلال فترة الطفولة مثل الإيذاء البدني أو العقلي أو إهمال الوالدين لأطفالهم أو الاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال؛ لذلك يمكننا من خلال هذا المقال التعرف على كل ما يخص هذا المرض وما هي أعراضه وأسباب الإصابة به وطرق الوقاية منه وطرق علاجه سواء عن طريق الأدوية أو غيرها من الطرق.

ما هو مرض الاكتئاب؟

هو اضطراب مزاجي يجعل المريض يشعر دائمًا بفقدان الاهتمام والحزن، فهو يؤثر على تفكيره وشعوره وسلوكه مما ينتج عنه مشاكل جسدية وعاطفية تؤثر بالتالي على مهامه اليومية، فيمكننا القول إنه أكثر من مجرد حالة مزاجية سيئة لا تستطيع الخروج منها، ولكنه قد يتطلب منك العلاج والمتابعة مع الأطباء لفترة من الزمن ويشترط ألا تيأس وتفقد عزيمتك سريعًا؛ فهناك الكثير من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتحسنوا من خلال المتابعة مع العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية أو كلاهما معًا.

يمكننا القول إن معاملة الوالدين بشكل غير متكافئ مع الأبناء قد يتسبب في إصابتهم بالاكتئاب في مرحلة المراهقة، كذلك أحداث الحياة والتغيرات التي تحدث بشكل مستمر تؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية سواء كان بسبب البطالة أو الصعوبات المالية أو الإجهاد الناتج عن التعليم والأسرة والعمل والظروف المعيشية، ومن الممكن أن تصاب به نتيجة فقدان أحد المقربين إليك أو الانفصال عن الشريك الآخر أو الغيرة أو التعرض للتنمر أو بعد أن تتعرض لتشخيص طبي سواء نقص المناعة أو الإصابة بالسرطان.

أعراض مرض الاكتئاب

مرض الاكتئاب
أعراض مرض الاكتئاب

من الممكن أن تصاب بهذا الاضطراب مرة واحدة فقط في العمر، في حين أن بعض الأفراد قد يعانوا من نوبات متكررة منه، وتتمثل أعراض الإصابة به في النقاط التالية:

  • الشعور بالرغبة في البكاء، الحزن، اليأس.
  • الإصابة بنوبات الإحباط أو الغضب لأبسط الأمور.
  • عدم الشعور بالمتعة لأمر ما وفي أغلب المهام اليومية سواء في الرياضة أو الهوايات.
  • اضطرابات النوم والشعور بالأرق أو الرغبة في النوم أكثر من المعتاد.
  • فقدان الطاقة والشعور بالإرهاق بشكل مستمر، وإتمام المهام البسيطة في وقت كبير ومجهود مضاعف.
  • فقدان الوزن والشهية أو العكس، فقد تشعر بالرغبة في تناول الطعام بشكل متزايد.
  • بطء التفكير أو التحدث، والشعور بالقلق.
  • الشعور بالذنب وانعدام القيمة ولوم النفس بشكل كبير والتفكير في أخطاء وزلات الماضي.
  • وجود مشكلة في التركيز والتفكير وصعوبة اتخاذ القرارات.
  • التفكير المستمر في الانتحار.
  • الشعور بآلام جسدية دون سبب مثل الصداع المزمن وآلام الظهر.

أعراض مرض الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين

لا تختلف علامات الاكتئاب كثيرًا لدى الأطفال والمراهقين مع الأعراض التي قد تظهر على الكبار، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن هناك بعض الفروقات البسيطة؛ فعند الأطفال من الممكن أن تتضمن أعراض الإصابة بالاكتئاب:

  • الحزن.
  • العصبية المفرطة.
  • التعلق العاطفي بشكل زائد عن اللزوم.
  • القلق.
  • الشعور بالآلام.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة.
  • النحافة أو الزيادة في الوزن.

أما بالنسبة للأعراض التي قد تظهر لدى المراهقين:

  • الحزن.
  • العصبية على أبسط الأمور.
  • الشعور بالسلبية وانعدام القيمة.
  • الغضب.
  • ضعف الأداء المدرسي وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.
  • الشعور بعدم الفهم والحساسية المفرطة.
  • تعاطي المواد المخدرة أو تناول الكحوليات.
  • الإفراط في تناول الأكل والنوم.
  • الاتجاه إلى إيذاء الذات.
  • فقدان الرغبة والاهتمام بالأنشطة والمهام الطبيعية.
  • تجنب التعامل مع الآخرين.

أسباب مرض الاكتئاب

مرض الاكتئاب
أسباب مرض الاكتئاب

لا يمكننا تحديد ما هي الأمور التي تسبب الإصابة بالاكتئاب مثل أي اضطراب من الاضطرابات النفسية، ولكن يمكننا تحديد أهم العوامل التي قد تساعد في ذلك:

الاختلافات البيولوجية

من الجدير بالذكر أن هناك بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد تكون لديهم بعض الاختلافات الفيزيائية في أدمغتهم، ولكن لا يمكننا القول إن هذه التأثيرات مؤكدة؛ بل قد تساعد في التعرف على أسباب الإصابة به.

كيمياء الدماغ

قد تلعب الناقلات العصبية دورًا كبيرًا في الإصابة بالاكتئاب حيث إنها مواد كيميائية موجودة بشكل طبيعي في دماغ الإنسان، فقد أشارت الدراسات والأبحاث الأخيرة أن التغيرات في هذه الناقلات العصبية ووظيفتها قد يؤثر بشكل كبير في تفاعلها مع الدوائر العصبية التي تساعد في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية للإنسان.

الهرمونات

التغييرات التي تحدث في الهرمونات تؤثر بشكل كبير في توازن الجسم ويترتب عليها الإصابة بالاكتئاب، فمن الممكن أن تتغير الهرمونات نتيجة الحمل أو ما بعد الوضع وهي فترة النفاس أو نتيجة وجود مشاكل في الغدة الدرقية أو انقطاع الطمث أو غيرها من التغييرات التي قد تحدث في جسم الإنسان.

الصفات الموروثة

من الممكن أن ينتشر الاكتئاب خاصة بين الأقارب بالدم في حالة إذا عانى أحد منهم من هذه الحالة؛ لذلك يسعى الباحثون للتعرف على الجينات المسئولة عن ذلك.

عوامل خطر الاكتئاب

في الغالب قد يبدأ مرض الاكتئاب خلال فترة المراهقة أو العشرينات والثلاثينات من حياة الإنسان ولكن على الرغم من ذلك فإنه قد يظهر في أي مرحلة عمرية، ومن الجدير بالذكر أن النساء هم أكثر تشخيصًا من الرجال حيث إنهم هن أكثر بحثًا عن العلاج، ومن أهم العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض:

  • عدم الثقة بالنفس والاعتماد على الآخرين بشكل كبير، نقد الذات باستمرار والتشاؤم.
  • وجود أحد الأقارب بالدم الذين لديهم تاريخ مرضي سواء باضطراب ثنائي القطب أو الإصابة بالاكتئاب، التفكير باستمرار في الانتحار أو إدمان الكحوليات.
  • في حالة إذا كان لديك تاريخ خاص بالاضطرابات العقلية مثل اضطراب الشهية أو القلق أو الضيق التالي للصدمة.
  • إذا كنت مصابًا بأحد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب أو السرطان أو السكتة الدماغية.
  • في حالة تناولك لبعض الأدوية مثل ارتفاع ضغط الدم؛ فمن الضروري التحدث مع الطبيب الخاص بك قبل التوقف عن تناول أي دواء.

طرق الوقاية من الاكتئاب

مرض الاكتئاب
طرق الوقاية من مرض الاكتئاب

لا يمكننا تحديد طريقة بعينها للوقاية من مرض الاكتئاب، ولكن من الممكن أن نضع بعض الاستراتيجيات التي تساعدنا على تقليل فرص الإصابة به:

  • التحكم قدر الإمكان في الضغط النفسي الذي تتعرض له مما يساعد في زيادة مرونة التعامل معها وزيادة ثقتك بنفسك.
  • التواصل المستمر مع الأصدقاء والعائلة وخاصة في أوقات الأزمات مما يساعدك في الوقوف صامدًا قدر الإمكان أمام الصعوبات التي تقابلك.
  • في حالة إذا ظهرت عليك أحد أعراض الاكتئاب؛ فقم بالتواصل مع الطبيب المختص للحصول على العلاج اللازم مما يضمن عدم تطور الأمر.

تشخيص مرض الاكتئاب

عندما تطلب مساعدة الطبيب المختص في هذا الأمر؛ فإنه يقوم بإجراء عدة اختبارات لتشخيص حالتك وفقًا للآتي:

  • إجراء فحص بدني شامل، ويطرح عليك بعض الأسئلة عن صحتك حيث إن هناك بعض الحالات التي يرتبط الاكتئاب فيها بأحد المشكلات الجسدية.
  • سيطلب منك الطبيب اختبار دم كامل، اختبار للتأكد من عمل الغدة الدرقية بشكل صحيح.
  • يطرح الطبيب بعض الأسئلة لاختبار صحتك النفسية حيث إنها تدور حول أفكارك وسلوكك وشعورك؛ فهذه الأسئلة تساعد الطبيب في التعرف على حالتك الصحية بشكل أعمق.

علاج مرض الاكتئاب

مرض الاكتئاب
العلاج النفسي من مرض الاكتئاب

بعد أن ينتهي الطبيب من تشخيص حالتك؛ فإنه قد يصف لك بعض الأدوية التي تعمل على تخفيف حدة الأعراض، ولكن في حالات الاكتئاب الحادة؛ فمن الأفضل أن يبقى المريض داخل المستشفى حيث إنه يخضع برامج مخصصة له حتى يتأكد الطبيب من تحسن حالته، ومن أنواع العلاج الذي يخضع له المريض:

العلاج الدوائي

هناك الكثير من الأدوية مضادات الاكتئاب التي يصف لك الطبيب النوع المناسب لك، ولكن من الضروري أن تتناقش معه حول الآثار الجانبية لهذه الأدوية، فمن الممكن أن يوصي الطبيب بأدوية تعزز صحتك النفسية ضد الاكتئاب مثل مثبتات الحالة المزاجية ومضادات القلق، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأدوية قد تطلب وقتًا طويلاً بعض الشيء حتى يبدأ مفعولها قد تصل إلى عدة أسابيع.

العلاج النفسي من مرض الاكتئاب

العلاج النفسي هو مصطلح يدور حول الحديث مع أحد المتخصصين في الصحة النفسية حول حالتك النفسية، فهناك الكثير من الحالات التي تستجيب للعلاج من خلال العلاج السلوكي أو التركيز على تعزيز علاقات المريض بالآخرين، كما يوصي الطبيب المختص بأنواع أخرى من العلاج ومنها:

  • التكيف مع أي أزمة أو مشكلة قد يمر بها المريض في الوقت الحالي.
  • ضرورة تحديد ما هي السلوكيات والمعتقدات السلبية التي يعاني منها المريض؛ ليتم استبدالها بأخرى إيجابية تعود عليه بالنفع.
  • تطوير تفاعل المريض مع من حوله من خلال استكشاف الخبرات المختلفة والعلاقات مع الآخرين.
  • إيجاد طرق تتناسب للتعامل مع المشكلات وحلها بكل سهولة.
  • تسليط الضوء على المشاكل التي قد تتسبب في الإصابة بالاكتئاب؛ لتغيير السلوكيات التي قد تزيد الأمر سوءًا.
  • تهيئة المريض لاستعادة الشعور بالراحة والسيطرة على حياته من خلال تخفيف شعوره بأعراض الاكتئاب مثل الغضب واليأس.
  • يقوم الطبيب بتنمية مهارة المريض على تقبل الأمور الصعبة وتحملها من خلال استخدام بعض السلوكيات الصحية والسليمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *