زيادة الوزن مع تقدم العمر ليست قدراً محتوماً.. الخبراء يكشفون الأسباب وطرق السيطرة الفعالة
كثير من الأشخاص يعتقدون أن زيادة الوزن تُعد جزءاً لا مفر منه مع تقدم العمر، حيث يرتبط ذلك في أذهانهم بتباطؤ عمليات الأيض. ومع ذلك، يؤكد الخبراء في مجال السمنة أن هذه الفكرة تبسيطية جداً، فالعمر ليس العامل الوحيد الذي يحدد الوزن أو شكل الجسم، بل هناك مجموعة من العوامل الأخرى التي تلعب دوراً حاسماً.
زيادة الوزن مع التقدم في العمر
يشرح الدكتور ماتياس فيهرفاري، المتخصص في جراحة السمنة، أن الأيض هو نظام معقد من العمليات الحيوية التي تحافظ على وظائف الجسم، حيث يستمر الجسم في استهلاك الطاقة حتى أثناء النوم لدعم الوظائف الأساسية مثل التنفس والدورة الدموية. يؤكد الدكتور أن تنظيم الوزن يتجاوز مجرد حساب السعرات الحرارية، بل يتضمن عوامل متعددة مثل جودة الغذاء اليومي، حجم كتلة العضلات، مستوى النشاط البدني، جودة النوم، التوازن الهرموني، وأثر ميكروبيوم الأمعاء على امتصاص الطاقة. وفقاً لدراسة نشرت عام 2021 في مجلة “ساينس” وشملت أكثر من 6 آلاف شخص، يظل معدل الأيض مستقراً نسبياً حتى سن الستين، ثم يبدأ في الانخفاض بمعدل يصل إلى 0.7% سنوياً، والذي يعود أساساً إلى فقدان الكتلة العضلية، تقلص النشاط البدني، وانخفاض هرمونات النمو. هذا الانخفاض ليس حتمياً، بل يمكن تليين تأثيره من خلال تبني عادات صحية.
التحكم في السمنة وتجنبها
يحذر الدكتور فيهرفاري من أن بعض الأنماط الحياتية غير الصحية، مثل نقص النوم المزمن أو التعرض للتوتر اليومي، يمكن أن يسرع من هذه التغييرات السلبية. على سبيل المثال، ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول بسبب الإرهاق يعزز من تخزين الدهون في الجسم، كما أن اتباع حميات غذائية قاسية قد يبطئ عملية الأيض مؤقتاً، مما يؤدي إلى نتائج عكسية. ومع ذلك، يمكن تجنب زيادة الوزن من خلال استراتيجيات بسيطة وفعالة، مثل الحفاظ على تمارين رياضية منتظمة لبناء العضلات، التزام جدول نوم منتظم لتعزيز التوازن الهرموني، وتجنب الضغوط اليومية من خلال تقنيات الاسترخاء. في الختام، يؤكد الخبير أن السيطرة على الوزن ليست قدراً محتوماً، بل هي نتيجة مباشرة للعادات اليومية التي نتبعها، حيث يؤثر نمط حياتنا على جسمنا أكثر مما يؤثر عليه العمر نفسه. لذا، من خلال الالتزام بتغييرات إيجابية، يمكن لأي شخص الحفاظ على وزن صحي وصحة عامة أفضل، بغض النظر عن السن. هذه النهج الشامل يساعد في فهم كيفية الحفاظ على توازن الجسم، حيث يلعب النشاط البدني دوراً رئيسياً في تعزيز الأيض، بالإضافة إلى أهمية اختيار غذاء متوازن يركز على الغذاء الغني بالعناصر الغذائية بدلاً من الوجبات السريعة التي تزيد من خطر السمنة. بالنهاية، يظل المفتاح في الوعي بأن الصحة هي قرار يومي.

تعليقات