تحصينات رقمية قوية تحمي كنوز الفراعنة في المتحف المصري الكبير!

يُعد المتحف المصري الكبير في الجيزة خطوة تاريخية نحو الاعتراف العالمي، حيث يسعى لدخول موسوعة غينيس كأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة. يضم هذا المتحف الضخم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، تغطي خمسة آلاف عام من التاريخ المصري القديم، مما يجعله منارة للتراث البشري. تمتد هذه المعروضات من التماثيل والكنوز الجنائزية إلى الآثار اليومية، تعكس عصور الفراعنة، الدولة القديمة، والفترات اللاحقة، مما يوفر رحلة زمنية شاملة للزوار.

المتحف المصري الكبير يسعى للرقم القياسي العالمي

هذا الإنجاز يأتي بعد نجاح المتحف في جمع المجموعة الكاملة للفرعون توت عنخ آمون لأول مرة، والتي تشمل حوالي 5 آلاف قطعة جنائزية معروضة في قاعة واحدة. هذه العرض يبرز الجهود الوطنية في حفظ وترميم الآثار، حيث يفوق المتحف ما يعرضه متحف اللوفر في باريس، الذي يضم فقط 38 ألف قطعة من مجموعته البالغة 380 ألفًا. وفقًا للخبراء الأثريين، يمثل المتحف المصري نهجًا شاملاً للحفظ، حيث يركز على تقديم سياق تاريخي دقيق إلى جانب العناصر الأثرية. هذا التنوع يجعل المتحف وجهة جذب دولية، مساهماً في تعزيز السياحة الثقافية في مصر.

الكنوز الأثرية ونظم الحماية المتقدمة

لم يقتصر التركيز في المتحف المصري الكبير على جمع الآثار فحسب، بل امتد إلى تأمينها بأحدث التقنيات. يعتمد المتحف على منظومة رقمية متكاملة تعمل بفلسفة الحماية متعددة الطبقات، تجمع بين الذكاء الاصطناعي، التحليل الفوري، والإنذار التلقائي للكشف عن أي تهديدات محتملة. على سبيل المثال، يستخدم نظام التوسيم بترددات الراديو (RFID) لتتبع كل قطعة أثرية بدقة، بالإضافة إلى شبكة كاميرات متقدمة تعمل برؤية ليلية وحرارية لمراقبة المناطق بشكل مستمر. كما يخضع الزوار والموظفون لإجراءات دخول بيومترية، مثل بصمة الوجه والعين، مع فحص السيارات عبر أجهزة الأشعة السينية بدقة تُشبه تلك المستخدمة في المطارات الدولية. هذه الإجراءات تضمن أعلى مستويات الأمان، مما يحمي التراث المصري من أي مخاطر ويضمن تجربة آمنة للزائرين. في الختام، يمثل المتحف نهضة حضارية، حيث يجمع بين الإرث التاريخي والابتكار التكنولوجي، مما يعزز مكانة مصر كمركز عالمي للثقافة والحضارة.