جامعة أبوظبي تستعرض تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال «يوم الابتكار»
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 مارس 2024
في خطوة تبرز التزامها بالابتكار والتطور التكنولوجي، نظمت جامعة أبوظبي حدثًا مميزًا يُدعى “يوم الابتكار”، الذي شهد استعراضًا شاملاً لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI). الفعالية، التي أقيمت في مقر الجامعة يوم 14 مارس 2024، جمعت بين الباحثين، الطلاب، الخبراء الصناعيين، وأصحاب القرار لاستكشاف كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة اليومية والاقتصادية.
أهمية الحدث في سياق التطور الرقمي
يأتي “يوم الابتكار” في وقت تزداد فيه حاجة المنطقة الإقليمية إلى تعزيز القدرات الابتكارية، وفقًا لأهداف رؤية الإمارات 2030 التي تركز على تحويل الاقتصاد إلى نموذج رقمي مستدام. الجامعة، المعروفة ببرامجها المتقدمة في مجال الهندسة والعلوم الحاسوبية، اختارت هذا الحدث ليكون منصة لعرض المشاريع التي تتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة مثل الرعاية الصحية، التعليم، والتنمية المستدامة.
قال الدكتور محمد الخيّال، رئيس جامعة أبوظبي: “نحن في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحل مشكلات حقيقية وتفتح أبوابًا جديدة للابتكار. من خلال ‘يوم الابتكار’، نهدف إلى تعزيز الوعي وتشجيع الشباب على الاستثمار في هذا المجال، مما يدعم رؤية الإمارات نحو مستقبل رقمي مزدهر”.
البرنامج والأنشطة الرئيسية
استهل الحدث بجلسة افتتاحية تضمنت محاضرات من خبراء دوليين، بما في ذلك الدكتورة لينا الحسن، خبيرة في الذكاء الاصطناعي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذي شاركت عبر الفيديو لمناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مكافحة التغير المناخي. ثم تحولت الفعالية إلى سلسلة من العروض والورش العملية، حيث عرض الطلاب والأساتذة مشاريعهم الابتكارية.
من أبرز التقنيات المعروضة:
- 
الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية: تم تقديم نموذج لنظام يعتمد على التعلم الآلي لتشخيص الأمراض المبكرة، مثل السرطان، باستخدام بيانات التصوير الطبي. هذا النموذج، الذي طوره طلبة الجامعة، يعد خطوة نحو تحسين الخدمات الطبية في الإمارات.
 - 
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم: قدم الباحثون تطبيقًا يستخدم الروبوتات لتعليم الطلاب اللغات، مع التركيز على التفاعل الشخصي لتحسين تجربة التعلم عن بعد. هذا المشروع يهدف إلى جعل التعليم أكثر شمولية وفعالية.
 - 
الابتكار في التنمية المستدامة: عرض الفريق البحثي تقنية لتحليل البيانات الكبيرة (Big Data) لتوقع استهلاك الطاقة في المدن الذكية، مما يساعد في تقليل البصمة الكربونية. هذا المشروع يتوافق مع جهود الإمارات في مكافحة التغير المناخي.
 
كما شمل الحدث ورش عمل تفاعلية للطلاب، حيث تعلموا كيفية برمجة نماذج بسيطة للذكاء الاصطناعي باستخدام أدوات مثل TensorFlow وPython. بالإضافة إلى ذلك، أقيمت جلسات نقاش حول التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، مثل الحماية من التحيزات في الخوارزميات، ودور القوانين في تنظيم استخدامه.
التأثير على المجتمع والتعليم
يساهم “يوم الابتكار” في بناء جيل جديد من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، حيث يوفر فرصة للطلاب لعرض أفكارهم أمام شركات عالمية مثل Google وMicrosoft، التي كانت شريكة في الفعالية. هذا التفاعل يفتح أبواب التوظيف والشراكات، مما يعزز الاقتصاد المعرفي في الإمارات.
وفقًا لتقرير صادر عن الجامعة، شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 500 شخص، بما في ذلك ممثلين عن الحكومة والقطاع الخاص، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المجال. كما أنها تُعد جزءًا من سلسلة من الأحداث التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجامعات والصناعة.
الخاتمة: نحو مستقبل مبني على الابتكار
مع انتهاء “يوم الابتكار”، يبقى التأثير واضحًا في تشجيع الابتكار والتعليم في الإمارات. كما أكد المشاركون، فإن مثل هذه الفعاليات ضرورية لمواكبة الثورة الرقمية العالمية. وفي الختام، دعا الدكتور الخيّال إلى المزيد من الجهود المشتركة، قائلاً: “الذكاء الاصطناعي ليس مستقبلًا بعيدًا، بل هو حاضرنا، ومن خلال مثل هذه الأحداث، نكرس جهودنا لبناء جيل قادر على قيادة هذا التغيير”.
إن جامعة أبوظبي تستمر في دورها كمحرك رئيسي للابتكار، ويُتوقع أن تعقد فعاليات مشابهة في المستقبل لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة. للمزيد من المعلومات، يمكن زيارة موقع الجامعة الرسمي.

تعليقات