اختتام الدورة الثانية لقمة دبي الدولية للمكتبات على يد مكتبة محمد بن راشد

مكتبة محمد بن راشد تختتم فعاليات الدورة الثانية لقمة دبي الدولية للمكتبات والنشر

دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 مايو 2023

في خطوة تؤكد على التزام دبي بتعزيز الثقافة والمعرفة على المستوى الدولي، أعلنت مكتبة محمد بن راشد عن إنهاء فعاليات الدورة الثانية لقمة دبي الدولية للمكتبات والنشر، التي استضافتها المدينة خلال الأسبوع الماضي. شهد الحدث مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين في مجالات المكتبات والنشر، وتميز بتنوع البرامج التي ركزت على تحديات وفرص العصر الرقمي في قطاعي الثقافة والإعلام.

خلفية القمة وأهميتها

انطلقت قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر عام 2022 كمنصة عالمية لتبادل الأفكار والخبرات، وهي جزء من جهود حكومة دبي لتعزيز دور الإمارات كمركز ثقافي عالمي. الدورة الثانية، التي عقدت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تميزت بمشاركة أكثر من 500 متحدث وممثل من أكثر من 30 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، والصين. كان التركيز الرئيسي على موضوعات حيوية مثل “التحول الرقمي للمكتبات”، “دور النشر في تعزيز التنوع الثقافي”، و”التكيف مع الذكاء الاصطناعي في صناعة الكتب”.

خلال القمة، لعبت مكتبة محمد بن راشد دوراً محورياً كمضيف رئيسي، حيث قدمت منصة حديثة للمناقشات والورش العملية. افتتحت المكتبة أبوابها للزوار من خلال معرض خاص ضمن فعاليات القمة، عرضت فيه أحدث الابتكارات في مجال حفظ التراث الثقافي والوصول إلى المحتوى الرقمي. وفقاً للمدير التنفيذي للمكتبة، الدكتور أحمد الزعيم، “تعد هذه القمة خطوة حاسمة نحو بناء جيل جديد من المكتبات التي تتجاوز الحدود الجغرافية، وتساهم في تحقيق رؤية دبي كعاصمة للمعرفة”.

أبرز الفعاليات والمحتويات

امتدت فعاليات القمة على مدار ثلاثة أيام، حيث شملت:

  • جلسات النقاش: تم فيها مناقشة قضايا مثل تأثير التقنيات الرقمية على صناعة النشر، وكيفية حماية حقوق المؤلفين في عصر الإنترنت. شارك في إحدى الجلسات الرئيسية الدكتورة سارة جونسون، الخبيرة الدولية في مجال المكتبات الرقمية، التي أكدت على أهمية الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص لتطوير الوصول إلى المعرفة.

  • الورش العملية والمعارض: نظمت مكتبة محمد بن راشد ورش عمل حول استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المكتبات، بالإضافة إلى معرض لأحدث الكتب الإلكترونية من دور النشر العالمية. حضر المعرض أكثر من 2000 زائر، بما في ذلك طلبة ومهنيين، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي.

  • الجانب الإقليمي: ركزت القمة على دور الدول الخليجية في تعزيز القراءة، مع إعلان شراكات جديدة بين مكتبة محمد بن راشد ومكتبات دولية مثل المكتبة البريطانية ومكتبة الكونغرس الأمريكية. كما تم الإعلان عن مبادرة جديدة لدعم الكتاب العربي، تهدف إلى ترجمة أكثر من 100 كتاب إلى اللغات الأجنبية خلال السنوات الخمس القادمة.

في ختام الفعاليات، أقيمت حفلة ختامية في مقر المكتبة، حيث حصل عدد من المشاركين على جوائز تقديرية لجهودهم في مجال الثقافة، مما أكد على الدور الرائد لدبي في هذا المجال.

الآثار والتأثيرات

أدت القمة إلى توقيع عدد من الشراكات الاستراتيجية، مما من شأنه تعزيز الوصول إلى الموارد الثقافية عبر المنصات الرقمية. كما ساهمت في تعزيز سمعة دبي كمركز للابتكار في قطاع المكتبات، وفقاً لتقرير أصدره منظمو الحدث. الدكتور الزعيم أكد أن “الدورة الثانية لم تكن مجرد حدث، بل بداية لمرحلة جديدة في تبادل المعرفة عالمياً”.

نظرة مستقبلية

مع انتهاء الدورة الثانية، يتطلع منظمو القمة إلى الدورة الثالثة المقررة في 2024، حيث سيتم التركيز على التحديات البيئية والاجتماعية لقطاع النشر. مكتبة محمد بن راشد، كمزود رئيسي، ستستمر في دعم هذه الجهود من خلال توسيع مجموعتها الرقمية وتنظيم برامج تعليمية للشباب.

في الختام، تُعد قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر نموذجاً للتعاون الدولي، ويعكس التزام الإمارات بالثقافة كأساس للتنمية المستدامة. من خلال مثل هذه الفعاليات، تستمر دبي في رسم طريقها نحو مستقبل مزدهر بالمعرفة والابتكار.