تحول الذهب في غابات الأمازون المطيرة من رمز للثروة إلى كارثة بيئية تهدد حياة الشعوب الأصلية. يؤدي التعدين غير القانوني إلى تسريب الزئبق السام، الذي يلوث المياه ويسبب مشكلات صحية خطيرة مثل الشلل والإعاقات العصبية لدى الأطفال. في قرى مثل ساي سينزا، يعاني الأطفال من شعب الموندوروكو من آثار مدمرة، حيث أكدت دراسات علمية وجود حالات متعددة مرتبطة بتلوث الموارد الطبيعية.
كارثة الذهب في الأمازون
يعتمد السكان الأصليون في الأمازون بشكل أساسي على الأسماك كمصدر غذائي رئيسي، لكن تراكم الزئبق في الأنهار يجعلها مصدراً للتسمم. وفقاً للبحوث، فإن مستويات الزئبق في حليب الأمهات ومشيمة الحوامل تتجاوز الحدود الآمنة بمراحل، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإعاقات لدى الأطفال الرضع. هذا الوضع يفرض على المجتمعات خيارات قاسية، حيث يضطرون إما إلى تناول الأطعمة الملوثة أو مواجهة خطر الجوع، كما أكد زعماء محليون.
تأثيرات التلوث البيئي
مع تزايد أنشطة التعدين غير المنظمة، يستمر الزئبق في التسبب بتأثيرات طويلة الأمد على البيئة والصحة. البرازيل، التي تستعد لاستضافة قمة المناخ الدولية، تواجه ضغوطاً لمعالجة هذه الأزمة، حيث يحذر الخبراء من أن التراكمات في التربة والمياه قد تستمر في التسبب بأضرار لعقود قادمة. دراسات منذ عقود تكشف أن هذه المشكلة ليست محصورة في مناطق معينة، بل تمثل “قمة جبل الجليد” من الكوارث المحتملة. ارتفاع أسعار الذهب يدفع نحو زيادة التنقيب غير القانوني، مما يعمق الأزمة إلا إذا تم تنفيذ إجراءات حاسمة مثل تقييد التعدين وتنظيف الموارد المائية. هذه التحديات تضييق الخناق على حياة السكان، الذين يعانون من فقدان التنوع البيئي وضعف الخدمات الصحية، مشكلة تستدعي جهوداً عالمية للحماية. في الواقع، يمكن أن يؤدي هذا التلوث إلى اختلال بيئي واسع النطاق، حيث تهدد الأمراض المرتبطة بالزئبق مستقبل الأجيال القادمة في المنطقة، مع حاجة ماسة لبرامج تعليمية وصحية لتقليل التعرض. باختصار، تحول التعدين إلى مصدر للمعاناة بدلاً من الازدهار، مما يبرز ضرورة التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على التراث البيئي للأمازون.

تعليقات