توم باراك يؤكد: السعودية تستعد لزيارة واشنطن، بينما يصف لبنان كـ”دولة فاشلة”، ويشيد برؤية السعودية 2030 كمنجز رائع.
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، خلال حديثه في “حوار المنامة”، إن إسرائيل جاهزة لتوقيع اتفاق حدودي مع لبنان، معتبرًا أن هذه فرصة نادرة لإعادة تشكيل العلاقات بين البلدين. وأكد باراك أن نزع سلاح حزب الله يمكن أن يحل معظم الخلافات بين الجانبين، مشددًا على أن لبنان يواجه ضغوطًا زمنية شديدة، حيث يتقلص نطاق الفرص الدبلوماسية تدريجيًا. كما رأى أن عدم وجود حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل أمر غير مقبول في السياق الإقليمي الحالي.
تصريحات توم باراك حول التحديات الإقليمية
وصف باراك لبنان بأنه دولة تعاني من الفشل الشامل، حيث يعاني النظام المصرفي من انهيار شديد مع فقدان حوالي 60 مليار دولار، إضافة إلى مشكلات في الكهرباء والمياه والتعليم، مما يجعل حزب الله يتحكم في تقديم الخدمات الأساسية. وقارن باراك بين قوة الحزب، الذي يمتلك 40 ألف مقاتل ويدفع رواتب تصل إلى 2200 دولار شهريًا، وبين الجيش اللبناني الذي يعاني من نقص الموارد ويتقاضى رواتب أقل بكثير، حوالي 275 دولارًا فقط، مع اعتماد قواته على مركبات بسيطة مقابل صواريخ الحزب. وتساءل باراك: “ما هي الدولة في لبنان؟ إنها حزب الله”، معتبرًا أن هذا الوضع يجعل البلاد مشلولة وغير قادرة على التقدم.
رؤية المبعوث الأمريكي للأزمات الإقليمية
تابع باراك حديثه بالتأكيد على دعم الولايات المتحدة لشعب لبنان، لكنه حذر من عدم الاستمرار في تقديم المساعدات لدولة تتسع فيها انتشار الإرهاب، خاصة مع وجود حزب الله كقوة مسيطرة. وأشار إلى أن لبنان يمكن أن يتعلم من إنجازات سوريا، التي أخذت خطوات إيجابية في الفترة الأخيرة، مثل التعامل مع الأسلحة الكيماوية واللاجئين، بالإضافة إلى التقدم نحو التعايش بين الطوائف مثل الدروز والمسيحيين والأكراد. وتوقع باراك زيارة الرئيس السوري الانتقالي إلى واشنطن هذا الشهر، متفائلاً بإمكانية اتفاق حول انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. كما أعرب عن اعتقاده بأن خلافات تركيا وإسرائيل لن تؤدي إلى حرب، بل قد يؤدي إلى اتفاق تجاري، فيما أشاد برؤية السعودية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، وصفها بأنها تحول مذهل في مجالات حقوق المرأة والترفيه، قائلاً إنها أكثر مما كان يتوقعه أي مراقب سابق. في هذا السياق، يبقى التحدي الأكبر للبلدان الإقليمية هو استغلال الفرص المتاحة لتحقيق الاستقرار، مع التركيز على إصلاحات داخلية تقلل من تأثير القوى غير الرسمية.

تعليقات