افتتح المتحف المصري الكبير أبوابه رسميًا، السبت، ليُحتفى به كواحد من أكبر المتاحف في العالم المخصصة لمن صرح حضارة واحدة، حيث يعكس تاريخ مصر القديم بأبهى صوره. حضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحدث، محاطًا بعدد كبير من الزعماء العالميين والوفود الرسمية، في احتفال تجمع بين العروض الموسيقية والأجواء الثقافية الرائعة. يُعد هذا الافتتاح خطوة تاريخية، إذ يضم المتحف مقتنيات نادرة تشمل كنوز الملك توت عنخ آمون وتماثيل رمسيس الثاني، مما يجعله وجهة عالمية لعشاق التاريخ.
افتتاح المتحف المصري الكبير: بوابة للحضارة القديمة
في هذا اليوم التاريخي، أكد الرئيس السيسي خلال كلمته أن المتحف يمثل جزءًا من مسيرة شعب عاش على ضفاف النيل، حيث كتبت الحضارة أول حروفها في مصر. بدأت فكرة إنشاء المتحف في تسعينيات القرن الماضي، وتم تعزيزها بوجود تعاون دولي واسع، خاصة من اليابان، ليصبح واقعًا في عام 2025. يمتد المتحف على مساحة تزيد عن 300 ألف متر مربع، ويضم قاعات عرض رئيسية تشمل مقبرة توت عنخ آمون وقطع أثرية من عصور ما قبل الأسرات حتى العصور اليونانية والرومانية. كما أبرز رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن معظم مراحل الإنشاء الأخيرة تمت في السنوات السبع الأخيرة، مما يعكس التزام مصر بتعزيز تراثها الثقافي في ظل السلام والتعاون الدولي.
الصرح الحضاري الجديد لمصر
يعرض المتحف تجربة فريدة للزوار من خلال قاعات الملك توت عنخ آمون والبهو العظيم، بالإضافة إلى متحف مراكب خوفو والحدائق الخارجية التي توفر بيئة تعليمية مشوقة. وفقًا لوزارة السياحة والآثار، فإن هذا الصرح يحتوي على مجموعة واسعة من التحف، مثل مقنيات الملكة حتب حرس وعمود الملك مرنبتاح، مما يروي قصة الحضارة المصرية منذ بداياتها. خلال الافتتاح، شملت الفعاليات عروض موسيقية جوية وعروضًا فنية، مع حضور أكثر من 79 وفدًا رسميًا، بما في ذلك ملوك ورؤساء دول. كما أعلن جهاز حماية المستهلك إطلاق خدمة “ضيف مصر” لتسهيل زيارة السياح الأجانب، فيما استقبل مطاران السفنكس والقاهرة الدولي عشرات الرحلات الدولية لدعم الحدث.
في سياق الاحتفال، أكد فاروق حسني، الذي اقترح فكرة المتحف، أنه مرآة للتاريخ الوطني، حيث يبرز مكانة مصر كمنارة للحكمة والفن عبر العصور. حرص الرئيس السيسي وزوجته على توثيق اللحظة التاريخية من خلال صور تذكارية مع الرعاة، مما يعكس الدعم الاقتصادي الذي ساهم في إنجاز هذا المشروع. يُذكر أن المتحف لم يكن مجرد مبنى، بل رمزًا للتقدم الإنساني، حيث ألهمت حضارة النيل شعوب العالم، ويستمر في نقل هذه الرسالة للأجيال القادمة. من خلال هذا الافتتاح، تؤكد مصر دورها كوجهة ثقافية عالمية، مما يعزز السياحة ويحافظ على التراث في وجه التغييرات العصرية. إن هذه الخطوة ليست انتهاءً لجهد طويل، بل بداية لفصول جديدة في ترويج الحضارة المصرية، مع دعوة لجميع الزوار لاستكشاف أسرار الماضي في هذا الصرح العملاق.

تعليقات