بالفيديو.. صحفية سعودية: تغييرات جذرية تهز المشهد الإعلامي.. وتدخل وزارة الإعلام أصبح ضروريًا لدعم الكوادر الوطنية

في ظل التطورات السريعة التي تشهدها صناعة الإعلام على مستوى العالم، تعاني العديد من الكوادر الصحفية الوطنية من عدم استقرار وظيفي، كما أبرزت الكاتبة نهلة الجمال في حديثها خلال برنامج تلفزيوني. هذه التغييرات، التي تشمل تقدم التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أدت إلى تراجع دور الصحف التقليدية وتقلص فرص العمل، مما يفرض تحديات جديدة على المهنيين في هذا المجال. الجمال أشارت إلى أن هذه الظروف ليست نتيجة قرارات مباشرة من المؤسسات الإعلامية، بل هي انعكاس للضغوط الخارجية مثل التحول الرقمي، الذي يتطلب تكيفًا مستمرًا للحفاظ على الاستدامة المهنية.

تحديات الإعلام في ظل التغيرات التقنية

يمثل التأثير العالمي على الصحافة تحديًا لا يقتصر على دولة واحدة، حيث أدى انتشار المنصات الرقمية إلى تغيير نموذج الأعمال التقليدي للصحف. وفقًا لما ذكرته الجمال، فإن هذا الانتقال قد أدى إلى استغناء عن بعض الكوادر الماهرة، رغم أن المؤسسات الإعلامية تحاول التعامل مع هذه التحديات بأكبر قدر من الحذر. ومع ذلك، فإن الجمال ترى ضرورة لتدخل وزارة الإعلام لتقديم الدعم اللازم، سواء من خلال برامج تدريبية أو إجراءات تكفل الإنصاف للصحفيين. هذا الدعم يمكن أن يضمن استمرارية العمل تحت مظلة مؤسسات إعلامية موثوقة، حيث تكون المهنية هي الأساس لتقديم محتوى يعكس قيم الوطن ويحافظ على مصداقيته. كما أن وجود هيكل رسمي قوي يساعد في مواجهة المشكلات الناشئة، مثل توظيف أشخاص غير متخصصين في أقسام الإعلام داخل الجهات الحكومية، والتي قد تؤدي إلى توترات داخل بيئة العمل أو انخفاض جودة الإنتاج الإعلامي.

تطور وسائل الإعلام ودور الهيئات

مع تطور وسائل الإعلام، يبرز دور الهيئات المهنية في تعزيز الحماية للصحفيين، كما أعربت الجمال عن أملها في تعزيز فعالية هيئة الصحفيين السعوديين. هذه الهيئة يمكن أن تكون شريكًا أساسيًا في الدفاع عن حقوق المنتسبين، من خلال زيادة حضورها في الساحة الإعلامية وإنشاء برامج تتعلق بالتدريب والدعم المالي، مما يساعد في مواجهة التحديات الناتجة عن التغييرات التقنية. الجمال حذرت من مخاطر الاستقلالية المطلقة في الإعلام، موضحة أن غياب الرقابة المؤسسية قد يفتح الباب أمام انتشار “الصحافة الصفراء”، التي تركز على جذب الجمهور بأي وسيلة، دون الالتزام بمعايير الدقة والأخلاقيات المهنية. هذا الاتجاه قد يهدد سمعة الإعلام ككل، حيث يركز على الربح المالي من خلال المشاهدات، على حساب الجودة والمسؤولية. لذلك، فإن تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والهيئات الإعلامية يبقى حاسمًا لصياغة بيئة عمل أكثر أمانًا واستدامة.

في الختام، يتطلب الإعلام في عصرنا الحالي توازنًا دقيقًا بين الابتكار التقني والحفاظ على المهنية، كما شددت الجمال. من خلال دعم المؤسسات واحترام دور الهيئات المهنية، يمكن للصحفيين الوطنيين أن يتغلبوا على هذه التحديات ويستمروا في تقديم محتوى يعزز التنمية الاجتماعية والثقافية. هذا النهج لن يحسن فقط من استقرار المهنة، بل سيساهم في بناء جيل جديد من الإعلاميين يجسد قيم الدقة والأمانة، مما يدعم التقدم الشامل في المجتمع.