كامل الباشا: الفن موقف وعي.. يعبر عن إرهاقه من فيلم “كولونيا” ويشترك مع رمضان في “أسد”

في عالم الفن الذي غالباً ما يُنظر إليه كوسيلة للترفيه فقط، يقف الفنانون الذين يمنحون أعمالهم مغزىً أعمق وأكثر تأثيراً. هؤلاء الفنانون يحولون الفن إلى أداة للتعبير عن القيم والمبادئ، مما يجعله جزءاً حيوياً من الواقع الإنساني.

كامل الباشا: الفن كقيمة وموقف إنساني

يؤكد الفنان الفلسطيني كامل الباشا أن الفن ليس مجرد هواية أو وسيلة للظهور، بل هو قيمة أخلاقية وموقف واضح تجاه الحياة. في لقاء خاص، أوضح الباشا أنه يختار أدواره بعناية بالغة، متجنباً أي عمل لا يحمل رسالة إنسانية أو لا يعكس الواقع المعاش. يرى الفن كأداة لإثارة التساؤلات ودفع الجمهور نحو التفكير العميق، مشدداً على أن غايته ليست الشهرة، بل تقديم قيمة حقيقية تلامس الضمير. وفقاً لمعاييره، يجب أن يكون النص قوياً ومؤثراً، يطرح قضايا تتعلق بالإنسانية والصراعات اليومية، مما يجعل العمل فاعلاً في تغيير منظور المتلقي.

في سياق تجاربه الشخصية، يروي الباشا قصة مشاركته في فيلم “كولونيا”، حيث جسد دور أب قاس يعاني صراعاً مع ابنه، وهو ما أرهقه نفسياً وأثر عليه بشكل عميق. لم يقتصر تأثير الفيلم على أيام التصوير؛ بل امتد إلى حياته الشخصية، حيث عاش حالة الشخصية وتعاطف مع ألمها الإنساني، مما يؤكد كيف يمكن للفن أن يغير منظور الممثل نفسه. هذه التجربة عززت قناعته بأهمية اختيار الأدوار التي تحمل تأثيراً حقيقياً، لا مجرد تمثيل سطحي.

بالانتقال إلى مشاريعه الجديدة، كشف الباشا عن انتهائه من تصوير فيلم “أسد”، الذي يشارك فيه مع النجم المصري محمد رمضان. هذا الفيلم، الذي ألفه الأشقاء محمد وخالد وشيرين دياب وأخرجه محمد دياب، يجسد تجربة فريدة تمزج بين الدراما والتشويق، حيث يتناول صراعاً بين الخير والشر. وصف الباشا هذا العمل بأنه يحمل رسالة عميقة، تجعل الجمهور يتفاعل مع القضايا الأخلاقية بطريقة مشوقة ومؤثرة، مما يعكس فلسفته في الفن كأداة للتغيير.

تجارب فنية تعكس الرسالة الإنسانية

عبر هذه التجارب، يبرز الباشا أهمية أن يكون الفن حاملاً لروح نابضة ورسالة واضحة، دون التساهل في أي عمل بلا عمق. يؤمن بأن ما يبقى في ذاكرة الجمهور ليس عدد الأعمال التي يقدمها الفنان، بل الأثر الإنساني الذي يتركه. هذا النهج يجعل فنه ليس مجرد ترفيه، بل دعوة للتأمل في القضايا الإجتماعية والأخلاقية، مستلهماً من واقعه الشخصي كفلسطيني يعيش في زمن التحديات. من خلال هذا، يحافظ الباشا على توازن بين الإبداع الفني والالتزام بالقيم، محولاً كل عمله إلى جسر يربط بين الواقع والحلم. في النهاية، يظل الفن عنده وسيلة لتعزيز الوعي ودفع المجتمع نحو التغيير الإيجابي، مما يجعله نموذجاً للفنانين الذين يرون في فنهم رسالة حياة. هذا التحدي في عالم الفن الحديث يذكرنا بأن الإبداع الحقيقي ينبع من القلب والعقل معاً، مما يجعل أعمال الباشا مصدر إلهام لأجيال قادمة.