مقتدى الصدر يطالب بترك السودانيين يحددون مصيرهم، ويهاجم التدخلات الإقليمية السلبية في البلاد.

تحدث زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، عن الأحداث الدامية في السودان، مشدداً على حجم العنف والمجازر التي تشهدها المنطقة. في بيان له، أكد أن التدخلات السياسية الإقليمية ساهمت في تفاقم الوضع الإنساني، مما أدى إلى انتشار الأوبئة والمجاعة وارتفاع وتيرة الإرهاب.

مقتدى الصدر يدين الوضع في السودان

في بيانه عبر منصة “إكس”، وصف مقتدى الصدر الصراعات الداخلية في السودان بأنها نتيجة للتدخلات السلبية من بعض الدول، التي ساهمت في تفاقم الكوارث الإنسانية. وقال إن المنطقة، خاصة مدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور، تحولت إلى ساحة للقتل الجماعي والانتهاكات الوحشية، حيث يرتكب المسلحون مجازر بحق الأبرياء، بما في ذلك الأطفال، دون أي رحمة. وأشار إلى أن ذلك يعكس غياب الوعي الإنساني، حيث أدت هذه النزاعات إلى انتشار القوى الإرهابية التي تفتك بالسكان دون هوادة.

زعيم التيار الصدري ينتقد سكوت الدول

وفي سياق انتقاده، شدد مقتدى الصدر على أن الدول العالمية والإسلامية والعربية تتسم بالسكوت المطبق أمام هذه المأساة، مشبهاً ذلك بما حدث في غزة، حيث تجاهلت هذه الدول معاني العروبة والإنسانية. وقال إن هذا السكوت يعزز من استمرار الفتنة، بدلاً من سعي هذه الدول لإطفائها وتقديم المساعدات اللازمة للشعب السوداني. كما استنكر التدخلات التي تغذي الإرهاب بالسلاح، بدلاً من دعم الشعب بالرحمة والإغاثة الإنسانية. وأضاف أن الدول المنصفة مطالبة بمد يد العون للسودانيين، الذين يعانون من ظروف قاسية، ودعا إلى ترك الشعب يقرر مصيره دون تدخلات خارجية. في الختام، أعلن استعداده لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان، حال توفر الآليات المناسبة لذلك.

أما بالنسبة للأحداث الأخيرة في السودان، فقد شهدت مدينة الفاشر تصعيداً خطيراً، حيث أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر قيادة الجيش هناك، وهو آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غرب البلاد. هذا التحرك أدى إلى زيادة التوتر وانتشار الجرائم، بما في ذلك جرائم الحرب التي تطال المدنيين، وفقاً لما يشير إليه الواقع على الأرض. إن هذه الأحداث تجسد عمق الأزمة في السودان، وتدعو إلى تضافر الجهود الدولية لوقف النزيف الإنساني واستعادة السلام. يبقى السؤال مطروحاً عن دور المجتمع الدولي في مواجهة مثل هذه التحديات، حيث يتطلب الأمر تفكيراً جديداً لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المناطق المتضررة.