هل سبق لك أن سمعت شخصًا يتحدث عن حبه للسير لمسافات طويلة، مثل على الشواطئ أو في المناطق الهادئة؟ قد يكون هذا أحد أسرار الحفاظ على الصحة وتمديد العمر. وفقًا لدراسة حديثة، يقلل المشي لفترات أطول، مثل أكثر من عشر دقائق متتالية، من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة بشكل كبير، مقارنة بمن يقتصر نشاطهم على خطوات قصيرة ومتناثرة.
فوائد المشي لطول العمر
ويشير البحث المنشور في مجلة Annals of Internal Medicine إلى أن البالغين الأقل نشاطًا يمكنهم تحقيق فوائد كبيرة من خلال دمج جولات طويلة من المشي في روتينهم اليومي. يشرح الدكتور بورخا ديل بوزو كروز أن التركيز ليس فقط على إجمالي عدد الخطوات، مثل الهدف الشهير لعشرة آلاف خطوة يوميًا، بل أيضًا على كيفية توزيعها. فالمشاركون الذين مشوا لفترات أطول شهدوا تحسنًا في صحة القلب وتقليل مخاطر الوفاة. في الوقت نفسه، يبرز الدكتور أندرو فريمان أن بناء القدرة على المشي لمدة 20 إلى 60 دقيقة يعزز من قدرة الجسم على استنفاد الأكسجين، مما يقلل من الضغط على القلب والالتهابات.
مع انتشار نمط الحياة الخاملة بين نحو 31% من البالغين عالميًا، الذين لا يحققون المتطلبات الأساسية للنشاط البدني مثل 150 دقيقة أسبوعيًا، تبرز هذه الدراسة كدليل قوي على أهمية البدء ببساطة. فالمشي ليس مجرد تمرين للساقين، بل يشمل الجسم بأكمله، حيث يحسن الدورة الدموية، يخفض ضغط الدم، ويساعد في السيطرة على مستويات الغلوكوز. كما أنه يُوصى بتجنب الإجهاد الزائد في البداية، مع البدء بخطوات بسيطة مثل ركن السيارة في مكان أبعد أو دمج تمارين قصيرة في الروتين اليومي.
أهمية النشاط اليومي للصحة
يمكن للجميع الاستفادة من المشي، خاصة من يقفون دون ثمانية آلاف خطوة يوميًا، حيث يساعد في تعزيز القوة القلبية والقدرة على التحمل. وفقًا للدراسة، التي استندت إلى بيانات أكثر من 33 ألف شخص من UK Biobank، أظهر أن الجولات الطويلة تقلل من عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين. لتحقيق أفضل النتائج، يجب اتباع أساليب صحيحة مثل الوقوف بشكل مستقيم مع تأرجح الذراعين لتقليل آلام الظهر وتحسين التوازن. كما أن التمارين الأخرى، مثل ركوب الدراجة أو تمارين البلانك، يمكن أن تكمل المشي لتعزيز الصحة العامة.
الانتظام هو مفتاح النجاح، حيث يساعد المشي المنتظم على زيادة الطاقة البدنية وضمان استمرارية النشاط دون إرهاق. على سبيل المثال، البدء برحلات قصيرة وتدريجيًا زيادتها إلى 30 دقيقة يوميًا من النشاط الذي يسبب ضيق التنفس قليلاً، مثل المشي السريع حيث يمكنك التحدث دون الغناء، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. هذا النهج يجعل التمارين جزءًا من الحياة اليومية، مما يساهم في منع الأمراض وتعزيز الرفاهية العامة، خاصة لمن يعانون من نمط حياة غير نشيط. بهذه الطريقة، يصبح المشي ليس مجرد عادة، بل استثمارًا في صحة مستقبلية أفضل.

تعليقات