في الساعات الأولى من يوم السبت، شن الجيش الإسرائيلي هجمات مكثفة باستخدام المدفعية والدبابات على مناطق شرقية وشمالية في خان يونس، جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى تصعيد العنف في المنطقة. من جهة أخرى، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن استلام ثلاث جثث لأسرى تم تسليمها من قبل الصليب الأحمر مساء الجمعة، حيث تم نقلهم فوراً إلى معهد الطب الشرعي للتحقق من هوياتهم وإجراء التحقيقات اللازمة. هذه التطورات تأتي في خلفية من التوترات المستمرة، حيث أشارت التقارير إلى استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية شرق مدينة خان يونس، بالإضافة إلى عمليات هدم ونسف لمبان سكنية في مناطق شرقية بمدينة غزة.
القصف الإسرائيلي على غزة
شهدت مناطق مخيم البريج في وسط قطاع غزة هجمات إضافية، إذ أطلقت مسيرات إسرائيلية تسمى “كواد كابتر” قنابل على الشرق من المخيم، في حين تعرض محيط خان يونس لقصف مدفعي مكثف وإطلاق نار من الدبابات. وفقاً لمصادر محلية، استمر الجيش الإسرائيلي في عملياته المنهجية لتدمير المباني السكنية شرق مخيم البريج، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية. هذه العمليات تشكل جزءاً من سلسلة من الاعتداءات التي لم تتوقف، حيث تم الإبلاغ عن غارات جوية واسعة النطاق أدت إلى تدمير أحياء سكنية بأكملها. في هذا السياق، يبرز تأثير هذه الأحداث على السكان المدنيين، الذين يعانون من الخوف اليومي والنزوح القسري، مع تزايد الضغوط على المنشآت الصحية ومراكز الإغاثة في المنطقة.
الغارات في قطاع غزة
مع انتهاء اتفاق وقف النار الذي كان جزءاً من خطة السلام المقترحة، انقضت فترة من الصراع الذي استمر لأكثر من عامين بدءاً من 7 أكتوبر 2023، بدعم من الولايات المتحدة. خلفت هذه الفترة الكارثة الإنسانية الواسعة، حيث أسفرت عن سقوط أكثر من 68 ألف شهيد وإصابة ما يزيد على 170 ألف شخص، معظم الضحايا من الأطفال والنساء. كما طال الدمار نحو 90% من البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمدارس والمستشفيات، مما جعل عملية الإعادة إعمار معقدة للغاية. الأمم المتحدة تقدر تكلفة إعادة بناء القطاع بنحو 70 مليار دولار، وهو ما يعكس التحديات الاقتصادية والإنسانية الهائلة التي تواجهها غزة الآن. في ظل هذه الظروف، يستمر الجهد الدبلوماسي لتجنب المزيد من التفاقم، مع التركيز على حماية المدنيين وحل النزاع بشكل دائم. هذه الأحداث تضع القطاع أمام تحديات كبيرة في مجال الصحة العامة والأمن الغذائي، حيث أصبحت الحاجة إلى الإمدادات الإنسانية أكثر إلحاحاً، مع زيادة معدلات النزوح والفقر بين السكان. يبرز ذلك كمثال واضح على تداعيات الصراع المستمر في المنطقة، حيث يسعى الجميع إلى استعادة الاستقرار والبناء من جديد.

تعليقات