سوريا تسعى لتعزيز شراكاتها في مجال التدقيق المالي على المستويين العربي والدولي، مع التركيز على الجهود من مصر.

بحث الجهاز المركزي للرقابة المالية في سوريا سبل التعاون مع أجهزة رقابية عربية ودولية في مجالات التدقيق المالي والرقابة الإدارية وبناء القدرات. تم ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الخامس والعشرين للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية، الذي عقد في مصر. خلال الاجتماعات، ركز الوفد السوري على تبادل الخبرات وتطوير الأدوات الرقابية لتعزيز الشفافية في إدارة المال العام.

سوريا وجهود التعاون الرقابي الدولي

في هذا السياق، عقد الجهاز السوري جلسة عمل رفيعة المستوى مع جهاز الرقابة المالية في عُمان، حيث تناولت المناقشات التطورات في مجالات التدقيق المالي والرقابة الإدارية، بالإضافة إلى تحديث الأدوات الرقابية. كما استعرض الجانبان سبل تعزيز العلاقات المهنية لرفع كفاءة الأداء المؤسسي ودعم مبادئ النزاهة. أكد الجانبان أهمية المؤتمر كمنصة عالمية تجمع الأجهزة الرقابية لتبادل الرؤى حول التحديات الاقتصادية والرقابية الحديثة.

الجهاز السوري يستكشف الابتكارات التقنية

كما عقد الوفد السوري اجتماعات ثنائية مع الجهاز الرقابي الفلسطيني وديوان المحاسبة الهولندي، حيث بحثوا سبل التعاون الفني وتبادل التجارب الناجحة في الرقابة على الأداء وتطبيق المعايير الدولية. تم التركيز بشكل خاص على استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في أعمال المراجعة والتدقيق، لتسريع العمليات وتحسين دقة البيانات. أوضح نائب رئيس الجهاز السوري، وسيم المنصور، أن هذه اللقاءات تعكس الرؤية الاستراتيجية للانفتاح على التجارب الدولية، حيث يساهم تبادل الخبرات في تطوير المنظومة الرقابية الوطنية ورفع جودة المخرجات.

أضاف المنصور أن مشاركة الجهاز في مؤتمر الإنتوساي تعزز دوره في الجهود الدولية لبناء بيئة رقابية مبنية على الابتكار والتعاون. الرقابة الحديثة، وفقًا له، تتجاوز فحص الأرقام لتشمل التحليل الاستراتيجي والرقابة الاستباقية المدعومة بالتقنيات الذكية. هذا النهج يدعم مسيرة الإصلاح الإداري والمالي في سوريا، مع التركيز على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

شهد المؤتمر نقاشات حول دور الأجهزة الرقابية في مراجعة البنوك المركزية والأنشطة الحكومية خلال الأزمات المالية. تم التأكيد على أهمية تطوير آليات المراجعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الشفافية والمساءلة وضمان اتخاذ قرارات مالية رشيدة. برنامج عمل الوفد السوري ضمن المؤتمر يشمل تعاونًا واسعًا لتبادل الخبرات وبناء القدرات، مما يعزز التكامل بين الأجهزة الأعضاء. من خلال هذه المبادرات، يسعى الجهاز السوري إلى تعزيز دوره في الساحة الدولية، مع الالتزام بمبادئ النزاهة والابتكار في العمل الرقابي. هذه الجهود تساهم في تحقيق تقدم مستدام في إدارة الموارد العامة، رغم التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية.