حصري: عائلة سائق نقل الملك رمسيس تكشف كواليس اختيار والدهم للمهمة عام 2006.. شاهد الفيديو!

مررت 19 عامًا على إحدى أكبر اللحظات في تاريخ الآثار المصرية، حين نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من موقعه التقليدي في ميدان رمسيس إلى المتحف المصري الكبير. كانت تلك الرحلة تحديًا هائلًا، شارك فيه آلاف المهندسين والفنيين، الذين عملوا بجد لضمان سلامة هذه القطعة الأثرية الفريدة. في قلب هذه العملية، كان هناك رجل عادي أصبح بطلًا، هو السائق أحمد الغرباوي، الذي تولى مهمة قيادة الشاحنة التي حملت التمثال. اليوم، تحدث أسرته عن كواليس تلك اللحظة التاريخية، مكشفة عن الخوف والفخر الذي عاشه والدهم، وكيف تم اختياره لهذه المهمة الاستثنائية في عام 2006.

نقل الملك رمسيس: قصة البطل البسيط

في تلك السنوات، كان نقل تمثال رمسيس الثاني، الذي يزن أكثر من 80 طنًا ويبلغ ارتفاعه 11 مترًا، يمثل تحديًا وطنيًا كبيرًا. الرجل الذي اختير لقيادة هذه الرحلة، أحمد الغرباوي، كان سائقًا من قرية الخوالد في محافظة البحيرة، يبلغ من العمر 65 عامًا آنذاك. عملاؤه يصفونه بأنه رجل متواضع ومخضرم في قيادة الشاحنات الثقيلة، وقد استطاع أن يحول هذه المهمة إلى قصة إنسانية مؤثرة. أسرته تروي الآن كيف أن اختياره جاء بفضل خبرته الطويلة وثباته العاطفي، رغم وجود مهندسين أجانب كانوا مرشحين للقيادة. كان يوم النقل مليئًا بالتوتر، حيث سارت الشاحنة ببطء شديد، لا يتجاوز 4 كيلومترات في الساعة، على مدار أكثر من 12 ساعة، وسط مخاوف الجميع من أي خطأ قد يؤثر على التمثال الذي ظل جزءًا من تاريخ مصر لأكثر من 50 عامًا.

رحلة تمثال رمسيس: سر اختيار السائق

تكشف أسرة أحمد الغرباوي تفاصيل مذهلة عن تلك الفترة، مشيرة إلى أن اختياره كان قرارًا استراتيجيًا مبنيًا على دقته وفهمه للطرق المحلية، مما جعله أفضل من يمكنه التعامل مع التحديات. في اللحظات الأولى، رفض التحرك حتى جلس أمام التمثال يتأمل وجه الملك، قائلًا كلمته الشهيرة: “على بركة الله يا مولانا”، قبل أن يمسك بمقود الشاحنة بثقة مطلقة. كان أحد أخطر المواقف عند عبور الجسر القديم، حيث لاحظت الأجهزة اهتزازًا خفيفًا، لكنه استمر بمهارة فائقة، مما أدى إلى إنقاذ المهمة من الفشل. اليوم، يحكي أبناؤه كيف عاش والدهم مزيجًا من الخوف الشديد، خشية أن يؤذي هذه الرمز الوطني، والفخر لأنه أصبح جزءًا من تاريخ مصر. رحل أحمد الغرباوي عام 2011 دون أن يشهد افتتاح المتحف الكبير، لكنه ترك تراثًا يذكر بأن البطولة تنبع من القلب والولاء للوطن. هذه القصة ليست مجرد حدث أثري، بل نموذج لكيف يمكن لشخص عادي أن يصنع التاريخ. من خلال حوارهم، تبرز أسرته كيف كان يرى نفسه مجرد سائق بسيط، لكنه أصبح رمزًا للصمود، مما يعكس عشق المصريين لتراثهم. في الختام، تبقى رحلة نقل تمثال رمسيس درسًا حيًا عن الإرث الثقافي ودور الأفراد في حفظه، حيث تجسد قصة الغرباوي الروح المصرية الأصيلة في مواجهة التحديات.