أعلن نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية أيمن الصفدي، في كلمة له خلال فعاليات دورة حوار المنامة 2025، أهمية الالتزام الفوري باتفاق وقف إطلاق النار في غزة كخطوة أساسية نحو تحقيق السلام. شدد الصفدي على أن هذا الالتزام يمثل جزءاً لا يتجزأ من جهود المنطقة لإنهاء النزاعات وتعزيز الاستقرار، معتبراً أن إيجاد أفق سياسي يدعم حل الدولتين هو الطريق الوحيد للسلام العادل والشامل.
الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة: مفتاح السلام العاجل
في جلسة حوارية ضمن الدورة الحادية والعشرين لحوار المنامة، أكد الصفدي أن الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل هو شرط أساسي لإنهاء الصراع وفتح آفاق جديدة للحوار بين الأطراف المعنية. شارك الصفدي في هذه الجلسة إلى جانب الوزير الألماني يوهان دافيد فاديفول ووزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، حيث تناولت الجلسة قضايا الحوكمة الأمنية العالمية، بما في ذلك دور الدول في منع التدهور الأمني في المنطقة. كما أجرى الصفدي مباحثات تفصيلية مع نظيره الألماني على هامش الدورة، مما ساهم في تعزيز التعاون الدولي حول القضايا الإقليمية الحرجة. هذه الاجتماعات لم تقتصر على الألمان فحسب، بل شملت أيضاً لقاءات موسعة مع وزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس، حيث تم مناقشة سبل دعم السلام في الشرق الأوسط، وكذلك اجتماعاً مع وزير خارجية جمهورية التشيك يان ليبافسكي، الذي ركز على مساعدة الجهود الدبلوماسية للأردن في هذا المجال.
حل الدولتين: البديل لتحقيق السلام الشامل والمستدام
يعكس حل الدولتين، كما أوضح الصفدي، نهجاً استراتيجياً يهدف إلى وقف التصعيد العسكري وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في سياق الجلسات الحوارية، بحث الصفدي قضايا أمنية عالمية متنوعة، مثل منع انتشار الصراعات وتعزيز الشراكات الدولية، مع التركيز على أهمية الالتزام الدولي باتفاقيات السلام لتجنب الكوارث الإنسانية. كما أن لقاءاته مع المسؤولين الدوليين تبرز دور الأردن كوسيط إقليمي فعال، حيث يسعى الصفدي لجمع الجهود حول حلول واقعية. وفي جانب آخر، شكلت استقباله من قبل سمو ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إلى جانب رؤساء الوفود العربية، تأكيداً لأهمية حوار المنامة كمنصة لتعزيز السلام الإقليمي. هذا الاجتماع أبرز كيف يمكن لهذا الحوار أن يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار، من خلال مناقشة سبل التعاون الشامل لمواجهة التحديات المشتركة.
في الختام، يظل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كما قدمه الصفدي، خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل أكثر أماناً، حيث يبرز الحوار الدولي كأداة فعالة لتحقيق السلام العاجل. يتطلب ذلك جهوداً مستمرة من جميع الأطراف، بما في ذلك الدعم الدولي لتنفيذ حل الدولتين، لضمان استقرار المنطقة ومنع اندلاع النزاعات المستقبلية. إن مثل هذه الاجتماعات تؤكد على أهمية التعاون الدبلوماسي في حل الصراعات، مع التركيز على قضايا إنسانية مثل حماية المدنيين وضمان الوصول إلى المساعدات الإنسانية. من خلال هذه الجهود، يمكن للدول أن تبني جسور الثقة والسلام، مما يفتح الباب لتطوير علاقات إقليمية أكثر قوة واستدامة. بشكل عام، يمثل هذا النهج نموذجاً لكيفية دمج الدبلوماسية النشطة مع الحوار العالمي لتحقيق نتائج إيجابية طويلة الأمد.

تعليقات