أعلنت شركة بارسونز، الشركة الأمريكية المدرجة في بورصة نيويورك، عن حصولها على عقد جديد بقيمة 210 ملايين ريال سعودي، ما يعادل حوالي 56 مليون دولار، لإدارة أعمال تطويرية ضمن المرحلة الثانية من مشروع الدرعية. هذا المشروع الضخم ينتمي إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي ويمتد لمدة خمس سنوات كاملة. يركز العقد على تحسين البنية التحتية للمناطق المفتوحة، بما في ذلك إنشاء سلسلة من الحدائق المميزة والأحياء السكنية الخضراء، بالإضافة إلى ترميم المساحات الطبيعية التي تمتد على طول أكثر من 55 كيلومتراً. كما تشمل مسؤوليات بارسونز تقديم خدمات التصميم والإشراف على تنفيذ المشروع، مع التركيز على تطوير الشوارع، ممرات المشاة، المباني، والمرافق المدنية، لضمان سهولة الوصول والتوافق مع أحدث معايير الاستدامة.
فوز بارسونز بعقد تطويري لمشروع الدرعية
في بيان رسمي من الشركة، تم التأكيد على أهمية هذا العقد في دعم التطوير العام للمشروع، الذي يهدف إلى تحويل المنطقة إلى مدينة حديثة وصديقة للبيئة. يُعد هذا الاتفاق خطوة كبيرة في تعزيز الشراكات بين الشركات العالمية والمبادرات السعودية الكبرى. وفقاً للرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية، جيري إنزيريلو، فإن هذا التعاون مع بارسونز سيسرع وتيرة تطوير المشروع، الذي يبلغ تكلفته الإجمالية 63.2 مليار دولار. سيتمثل التركيز في بناء مدينة نموذجية تركز على الإنسان، حيث ستستوعب أكثر من 100 ألف نسمة، وتقدم بيئة عمل متقدمة لعشرات الآلاف من المهنيين، بالإضافة إلى أنها ستتحول إلى وجهة سياحية تجذب حوالي 50 مليون زائر سنوياً. هذا النموذج الجديد يعكس التزام السعودية بتحقيق رؤية شاملة للتطوير المستدام، مع التركيز على دمج العناصر الخضراء في الحياة اليومية.
اتفاقية بارسونز الجديدة في مجال التطوير
من جانب آخر، يبرز دور بارسونز في تعزيز المشاريع الكبرى عبر الشرق الأوسط، حيث بدأت شراكتها مع صندوق الاستثمارات العامة منذ عام 2017 من خلال مشاريع مثل نيوم ذا لاين، نيوم أوكساجون، وقمم السودة، بالإضافة إلى رؤى المدينة. هذه الشراكة تُظهر كيف يمكن للخبرات الدولية أن تساهم في تحقيق أهداف طموحة، مثل خلق بيئات حية تعتمد على الابتكار والابتعاد عن الاعتماد على السيارات. في مشروع الدرعية تحديداً، ستنصب الجهود على ضمان أن تصبح المدينة نموذجاً للتنقل المشي، مع توفير مساحات عامة آمنة وجذابة. هذا النهج ليس فقط يحسن جودة الحياة للسكان، بل يدعم الاقتصاد المحلي من خلال جذب الاستثمارات والسياحة. بالنظر إلى النطاق الواسع للمشروع، فإن بارسونز ستعمل على دمج تقنيات حديثة لضمان الاستدامة، مثل استخدام الطاقة المتجددة والتصاميم البيئية التي تقلل من التأثير على البيئة. مع تطور المشروع، من المتوقع أن يسهم في تعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة، بما في ذلك السياحة والتعليم والتكنولوجيا. هذا الاتفاق يعكس الرؤية الشاملة لتحويل المناطق الحضرية إلى مراكز حديثة، مما يدفع بالسعودية نحو تحقيق أهدافها في التنمية المستدامة على المدى الطويل. بشكل عام، يمثل هذا العقد خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل أفضل يركز على الإنسان والابتكار.
تعليقات