في لحظة إنسانية ملهمة تبرز كفاءة الجهود الطبية السعودية، تفاعل الدكتور ناصر بن علي فقيه، الذي ينتمي إلى محافظة بيش في منطقة جازان، لمساعدة امرأة من أصول أفريقية أثناء رحلتها الجوية. كان ذلك خلال رحلة طيران فلاي دبي رقم FZ813، التي كانت متجهة من مطار دبي الدولي إلى مطار أبها الدولي في السبت الموافق 25 أكتوبر 2025م. شهدت الرحلة تفاعلاً سريعاً من الدكتور فقيه، الذي استجاب لنداء طوارئ من طاقم الطائرة، حيث ساهم في تسهيل ولادة آمنة للمولود داخل المقصورة، رغم الظروف المفاجئة والمحدودة.
إنقاذ حياة راكبة على متن الطائرة
مع بداية الرحلة، بدت الأمور عادية إلى أن أبلغ طاقم الطائرة عن حالة طوارئ لإحدى الراكبات التي تعاني آلام المخاض. في البداية، لم يكن هناك استجابة فورية، لكن الدكتور ناصر فقيه، المختص الطبي، قرر التدخل بسرعة عندما تم الإعلان عن اسمه شخصياً. باستخدام خبرته المهنية العالية، أدار الحالة بكفاءة، مما أدى إلى إنجاح الولادة داخل الطائرة. هذا الموقف يعكس مدى الاستعداد والاحترافية التي يتمتع بها الأطباء السعوديون في التعامل مع الطوارئ، حيث تمكنت الطاقم الطبي من هذا الطبيب من ضمان سلامة الأم والمولود رغم ضيق الزمان والمكان.
في خضم ذلك، اتخذ قائد الطائرة قراراً حاسماً بإيقاف الرحلة والهبوط الاضطراري في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، لضمان تقديم الرعاية الطبية الفورية. كان فريق الهلال الأحمر السعودي جاهزاً لاستقبال الأم والمولود، حيث نقلوا إلى مرفق طبي متخصص. التقارير اللاحقة أكدت أن كلا الأم والطفل يتمتعان بصحة جيدة، مما يعزز من قصة نجاح هذا التدخل الإنساني. يعد هذا الحدث شاهداً حياً على القدرة السعودية في مواجهة التحديات غير المتوقعة، سواء داخل البلاد أو خلال الرحلات الدولية.
جهود إنسانية سريعة الاستجابة
لقد أثنى طاقم الطائرة والمسافرون على دور الدكتور ناصر فقيه، الذي جسد مثالاً بارزاً للالتزام المهني والإنساني. كان الجميع متفقين على أن تصرفاته تعكس صورة مشرفة للكوادر الطبية السعودية، التي تتسم دائماً بالمهارة والتفاني. هذه القصة تبرز كيف يمكن لأفراد عاديين، مثل الدكتور فقيه من منطقة جازان، أن يرفعوا اسم الوطن عبر أعمالهم النبيلة في أي مكان. في الواقع، يعتبر هذا التدخل دليلاً على ثقافة التعاون والمسؤولية الاجتماعية التي تنشأ في المجتمعات السعودية، حيث يتجاوز الأفراد حدود مهنهم لمساعدة الآخرين.
يستمر تأثير هذه الحادثة في الإلهام، حيث يذكرنا بأهمية الاستعداد الطبي في كل الظروف. صحيح أن الدكتور فقيه كان النجم البارز في هذه الحكاية، إلا أنها تكشف أيضاً عن دور الجماعة في الطوارئ، سواء كان ذلك من خلال طاقم الطائرة أو الجهات الرسمية في الرياض. إن مثل هذه القصص تعزز الروابط الإنسانية عبر الحدود، خاصة مع تنوع الراكبين على متن الطائرات، مما يجعل من التدخلات السريعة عاملاً حاسماً في حفظ الأرواح.
في الختام، يُعد موقف الدكتور ناصر فقيه تمثيلاً للأخلاقيات السعودية العليا، حيث دمج بين المهنية والرحمة. نحن نعبر عن اعتزازنا بمثل هذه الشخصيات من منطقة جازان، التي تستمر في تعزيز سمعة البلاد في مجالات متعددة. هذه الحادثة ليست مجرد قصة نجاة، بل هي دعوة لتعزيز الوعي بالطوارئ الطبية في كل جوانب الحياة اليومية، مما يعكس التزام السعودية بصحة مواطنيها وأصدقائها حول العالم. ومن خلال ذلك، يبقى هذا الحدث خالداً كدليل على أن الإرادة الإنسانية تستطيع تغيير المصائر في لحظات قليلة.

تعليقات