في سوريا: أحمد الشرع يوبخ مقربيه بسبب مظاهر الثراء الفاحش ويأمر بإغلاق مكتب أخيه بدمشق، وسط جدل يثيره تقرير دولي!

أشعل تقرير نشرته وكالة أنباء “رويترز” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كشف عن توبيخ الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع لشخصيات مقربة منه بسبب مظاهر الثراء الفاحش. وفقا للتقرير، عبّر الشرع عن دهشته من ارتفاع رواتب الحكومة، مضيفا تعليقات مازحة وناقدة تجاه أكثر من مئة من الموالين الذين وصلوا إلى قاعدته السابقة بسيارات فاخرة مثل كاديلاك وشيفروليه، محذرا إياهم من نسيان جذورهم في الثورة السورية.

أحمد الشرع يواجه تحديات الفساد والإصلاح

في تفاصيل التقرير، نقلت وكالة رويترز أن الشرع خاطب الحاضرين مباشرة، سائلا إن كانوا قد أغروا بهذه السرعة بالثراء، في إشارة واضحة إلى مخاوفه من انتشار الفساد بين المقربين. كما أبرز التقرير دور عائلة الشرع في الإدارة الجديدة، حيث يشغل شقيقاه حازم وماهر مناصب عليا؛ حازم مسؤول عن الاستثمارات المحلية والأجنبية، بينما يرأس ماهر الاجتماعات الرسمية، مثل تلك التي جمعت الشرع بفلاديمير بوتين مؤخرا. ومع ذلك، يرى النقاد أن هذا الاعتماد على الأقارب يعيد إلى الأذهان نموذج الحكم العائلي في عهد النظام السابق، مما يثير مخاوف من تكرار الأخطاء. من جهة أخرى، أدين شقيق آخر، جمال، في حملة الشرع لمكافحة الفساد، وفقا لمصادر مطلعة، مما يعكس التزام الرئيس الجديد بفرض معايير صارمة حتى داخل دائرته الخاصة.

القائد السوري الجديد ومسيرته النضالية

يمتد تاريخ أحمد الشرع إلى بداياته كمقاتل شاب في أوائل العشرينيات، حيث انضم إلى المقاومة ضد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ما أدى إلى سجنه في معسكر بوكا الشهير. بعد إطلاق سراحه، عاد إلى سوريا للقتال ضد نظام الأسد، مدعوما من قبل أبو بكر البغدادي، وأسس جماعة جبهة النصرة التي كانت مرتبطة بـ”القاعدة”. مع مرور السنين، انفصل الشرع عن الجماعة في عام 2016، محولا جهوده نحو أهداف أكثر واقعية مثل إدارة المناطق في محافظة إدلب وتقديم الخدمات الأساسية للملايين من السكان. بحسب التحليلات المتخصصة، تحولت الجماعة التي يقودها، المعروفة باسم “هيئة تحرير الشام”، إلى قوة رئيسية في الإطاحة بنظام بشار الأسد العام الماضي عبر هجوم خاطف. اليوم، يواجه الشرع تحدي إعادة بناء سوريا، التي مزتها الحرب الأهلية لأكثر من عقد من الزمان، مما أسفر عن سقوط أكثر من 300 ألف قتيل وشرد الملايين، مع تدخل قوى إقليمية ودولية مثل إيران والسعودية والولايات المتحدة وروسيا. ومع اندلاع الصراع في عام 2011 كرد فعل لقمع انتفاضة ديمقراطية، أصبح من الضروري الآن للشرع توفير الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه نظامه الوليد.