بالفيديو.. استشارية سعودية تكشف سر طول عمر اليابانيين والسويسريين ودوره في الجينات الوراثية
كشفت الاستشارية في الوراثة الطبية، مريم العيسى، خلال ظهورها في برنامج تلفزيوني، أن العمر الطويل في دول مثل اليابان وسويسرا ليس مجرد مسألة وراثية، بل يعود أساسًا إلى نمط الحياة اليومي الذي يتبناه السكان. هذا النهج يؤكد أهمية التركيز على العادات الصحية لتحقيق حياة أطول وأكثر جودة، حيث تلعب الجينات دورًا محدودًا كقابليات أساسية فقط، بينما تكون السلوكيات اليومية هي العامل الحاسم.
سر العمر الطويل
في ظل تزايد الاهتمام بصحة الإنسان، أشارت مريم العيسى إلى أن الجينات توفر الإمكانيات الأولية للعمر المديد، لكنها ليست كافية بمفردها. على سبيل المثال، في دول اليابان وسويسرا، يُركز على نمط حياة متوازن يجمع بين النشاط البدني والتغذية السليمة. قالت إن هذه الدول حققت تقدمًا عالميًا في متوسط العمر المتوقع بفضل تشجيع عادات صحية منذ سن الطفولة. هذا يعني أن الاعتماد على الروتين اليومي، مثل اتباع نظام غذائي متوازن، يساهم في منع الأمراض المزمنة مثل السكري والقلبية، مما يمدد الحياة بشكل ملحوظ. في المقابل، في بعض الدول الأخرى، يُترك الأفراد يتعاملون مع صحتهم بشكل عشوائي، مما يؤدي إلى انخفاض متوسط العمر.
طول العمر
بالإضافة إلى الغذاء الصحي، الذي يُدمج في المناهج التعليمية في اليابان وسويسرا منذ الصغر، يلعب النشاط البدني دورًا حاسمًا في تحقيق طول العمر. على سبيل المثال، في هولندا، يعتمد السكان بشكل كبير على ركوب الدراجات كوسيلة نقل يومية، وهذا يساهم في خفض معدلات الإصابة بالأمراض الناجمة عن الجلوس الطويل، مثل السمنة والضغط النفسي. هذا النمط من الحياة يعزز الدورة الدموية، يقوي الجهاز المناعي، ويحسن المزاج العام، مما يجعل الفرد أكثر قدرة على مواجهة التحديات الصحية. في الواقع، دراسات عالمية تشير إلى أن الشعوب التي تمارس الرياضة بانتظام تزيد من متوسط عمرها بنسبة تصل إلى 10 سنوات مقارنة بتلك التي تفتقر إلى النشاط. لذا، يمكن القول إن الاعتماد على وسائل نقل مثل الدراجات ليس مجرد عادة بيئية، بل إستراتيجية صحية تعزز الجودة العامة للحياة.
في الختام، يتضح أن تحقيق العمر الطويل يعتمد على الجمع بين الغذاء المتوازن والنشاط اليومي، كما هو الحال في اليابان وسويسرا وهولندا. هذا النموذج يمكن تطبيقه في أي دولة من خلال تشجيع السياسات الحكومية والتعليمية لتعزيز عادات صحية مبكرة. على سبيل المثال، في اليابان، يشمل الغذاء اليومي وجبات غنية بالخضروات والأسماك، مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض الوعائية. أما في سويسرا، فإن التركيز على التوازن بين العمل والراحة يساعد في الحفاظ على الصحة النفسية، التي تلعب دورًا كبيرًا في العمر المديد. كما أن هولندا تقدم نموذجًا للتنقل اليومي الذي يجمع بين المتعة والصحة، حيث يسير الأطفال إلى المدارس بالدراجات، مما يبني عادات صحية مستدامة. بالتالي، يصبح من الضروري للأفراد في جميع أنحاء العالم النظر في تغيير نمط حياتهم لتحقيق فوائد مشابهة، سواء من خلال تبني نظام غذائي صحي أو زيادة النشاط البدني اليومي. هذا النهج ليس فقط يطيل العمر، بل يحسن جودته، مما يجعل الحياة أكثر إشباعًا وأمانًا. في النهاية، يؤكد هذا الكشف أن القرار بيدنا جميعًا لنعيش حياة أطول وأفضل من خلال اختيارات يومية مدروسة.

تعليقات