الرياض والمدينة المنورة ترفعان مكانتهما الإبداعية بانضمامهما إلى شبكة المدن المبدعة التابعة لليونسكو!
أعلن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية، عن خطوة مهمة تعزز مكانة البلاد عالمياً، وهي إدراج الرياض والمدينة المنورة ضمن شبكة مدن اليونسكو المبدعة. هذه الخطوة تأتي كجزء من جهود المملكة لتعزيز التنوع الثقافي والإبداعي، حيث تم اختيار الرياض في مجال التصميم لتميزها في الابتكار المعماري والتصميم الحضري، بينما انضمت المدينة المنورة في مجال فنون الطهي، مما يبرز الثراء الثقافي والتراثي السعودي. هذا الإعلان يعكس التزام المملكة بتعزيز الإبداع كمحرك للتنمية، ويساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للسعودية على المستوى الدولي.
شبكة المدن المبدعة: فرصة للتنمية الحضرية
في هذا السياق، أكدت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، على أهمية الإبداع في تحسين جودة الحياة في المدن، حيث أشارت إلى أن المدن الأعضاء في الشبكة تستخدم الإبداع كأداة رئيسية للتنمية الحضرية المستدامة. منذ إنشائها، تهدف شبكة المدن المبدعة إلى تشجيع التعاون بين المدن حول العالم، وتبادل الخبرات، ودعم الصناعات الثقافية والإبداعية. على سبيل المثال، انضمت الأحساء إلى الشبكة عام 2015، متميزة في مجال معين، ثم تلتها بريدة عام 2021، مما يظهر كيف أصبحت السعودية جزءاً أساسياً من هذه المبادرة. الشبكة تغطي سبعة مجالات إبداعية رئيسية، بما في ذلك التصميم والفنون والتراث، وتركز على تمكين المبدعين وتوسيع الفرص أمامهم لتحقيق التنمية الشاملة.
المدن الإبداعية: دعم للصناعات الثقافية
يعد انضمام الرياض والمدينة المنورة إلى هذه الشبكة خطوة تؤكد على التنوع الثقافي في المملكة، حيث يساهم هذا التحالف في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول. الشبكة ليس مجرد قائمة من المدن، بل هي منصة لتبادل المعرفة والتجارب، مما يساعد في بناء مجتمعات أكثر إبداعاً واقتصادياً. على سبيل المثال، في مجال التصميم، ستتمكن الرياض من مشاركة خبراتها في تطوير المشاريع الحضرية مع مدن أخرى، بينما ستعزز المدينة المنورة مكانتها في فنون الطهي من خلال مشاركة التراث الغذائي السعودي. هذا التعاون يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل تعزيز الاقتصاد الثقافي وخلق فرص عمل للشباب، ويعزز من دور الإبداع في حل التحديات الحضرية مثل التكدس السكاني والاستدامة البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى شبكة المدن المبدعة إلى دعم المبادرات الثقافية على مستوى محلي وعالمي، مما يجعلها أداة فعالة للتقدم. في السعودية، يمكن أن يؤدي هذا الاندماج إلى زيادة الاستثمارات في القطاعات الإبداعية، مثل تنظيم مهرجانات فنية وورش عمل تصميمية، مما يجذب السياح والمستثمرين. كما أن هذا الإنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السعودية لتعزيز الثقافة كمحرك للاقتصاد، من خلال المشاركة في البرامج الدولية. في النهاية، يمثل انضمام هاتين المدينتين خطوة نحو مستقبل أكثر إبداعاً وتنوعاً، حيث يصبح الإبداع جزءاً أساسياً من النسيج الحضري في المملكة، مما يعزز من جودة الحياة ويساهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً وابتكاراً.

تعليقات