لندن تستضيف معرضاً صورياً لزيارة الأميرة البريطانية أليس إلى السعودية عام 1938

مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، أطلقت معرضًا مصورًا يعرض مجموعة غنية من الصور التاريخية النادرة، التي التقطتها الأميرة أليس، حفيدة الملكة فيكتوريا، خلال رحلتها الاستكشافية في أواخر عام 1357هـ وبداية 1358هـ (1938). كانت هذه الرحلة، التي قامت بها مع زوجها إيرل أثلون، حدثًا تاريخيًا، إذ مثلت أول زيارة لشخصية من العائلة المالكة البريطانية أو الأوروبية للمملكة العربية السعودية في عصر الملك عبدالعزيز. خلال الرحلة، التقى الزوجان بالملك عبدالعزيز وأعضاء الأسرة المالكة، مما عزز الروابط الدبلوماسية. يستمر المعرض، الذي بدأ في الجمعية الجغرافية الملكية بلندن يوم 16 أكتوبر، حتى 14 نوفمبر المقبل، وهو جزء من جهود الاحتفاء بالتراث المشترك بين البلدين.

المعرض المصور

يعكس المعرض جانبًا هامًا من تاريخ الجزيرة العربية، كمركز جذب للرحالة والمستكشفين منذ العصور المبكرة، بفضل خصوصيتها الحضارية وموقعها الاستراتيجي. كما أن ارتباطها بالإسلام والحرمين الشريفين جعلها هدفًا للعديد من الباحثين الشرقيين والغربيين، الذين سافروا لأسباب معرفية وسياسية. من بين هؤلاء، برزت رحلة الأميرة أليس كإحدى الوثائق الرئيسية، حيث قامت بجولة شملت غرب المملكة وامتدت إلى الشرق، مرورًا بالطائف والرياض والأحساء والعقير، وصولًا إلى آبار النفط في الدمام ثم البحرين. خلال تلك الرحلة، واجهت الجماعة صعوبات الطرق، لكن الأميرة أبدت إعجابًا بالطبيعة الخلابة، وسجلت تجاربها في مذكرات مصورة تضمنت أكثر من 324 صورة نادرة، بما في ذلك بعض الصور الملونة الأولى في السعودية، إضافة إلى شريط فيديو يُعتبر من أقدم التصوير التلفزيوني للبلاد. هذه الوثائق تبرز الإرث التوثيقي للرحالة، الذي يقدم رؤى قيمة في السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للجزيرة العربية.

الزيارة التاريخية

تمثل رحلة الأميرة أليس شاهداً حياً على عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، التي بدأت مع معاهدة 1915 وتطورت إلى روابط دبلوماسية قوية عام 1927. هذه الروابط نمت على مستويات سياسية واقتصادية وثقافية، مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتشمل الزيارات الملكية المتبادلة التي تعزز التبادل الثقافي. في هذا السياق، أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز مجموعة خاصة من صور الأميرة أليس، احتفاءً بتلك الروابط التاريخية. يضم المعرض صورًا فوتوغرافية نادرة بالأبيض والأسود، بالإضافة إلى صور ملونة قد تكون الأولى من نوعها في السعودية، مثل تلك التي جمعت الملك عبدالعزيز مع زوج الأميرة وظهور الأمير فيصل وابن عبدالله. تعرض هذه الصور مراحل الرحلة بدقة، بدءًا من الغرب مرورًا ببئر عشيرة والدوادمي والإقامة في قصر الضيافة في البديعة، ثم الرياض والدرعية، وصولاً إلى الساحل الشرقي والزيارة للأحساء والعقير والدمام. من هناك، استمرت الرحلة إلى البحرين قبل العودة عبر القاهرة. استغرقت الزيارة ثلاثة أسابيع، خلالها وثقت الأميرة أحداثها في صور وفيلم سينمائي، بالإضافة إلى مذكرات خطابية إلى ابنتها. تمتلك المكتبة المجموعة الأصلية من هذه الصور، التي لم تنشر من قبل، مما يجعل المعرض مصدرًا ثريًا لفهم التفاعلات التاريخية والثقافية بين البلدين. بهذا، يستمر المعرض في تعزيز الوعي بأهمية هذه اللحظات التاريخية في تشكيل العلاقات الدولية.