تحولت الجيزة، وخاصة ميدان الرماية أمام المتحف المصري الكبير، إلى مشهد فني وطني نابض بالحيوية والفرح قبل ساعات قليلة من الإفتتاح الرسمي. خرجت الأسر المصرية لتشارك في تلك اللحظات التاريخية، متجاوزة جدران البيوت لتشهد الاستعدادات الضخمة التي تعكس فخراً وطنياً عميقاً. الأجواء كانت مشحونة بالألوان الزاهية للأعلام المصرية التي رفعت عالياً، وصوت التراتيل الوطنية مثل “تسلم الأيادي” و”يا حبيبتي يا مصر” يتردد في كل زاوية، مما جعل المكان يبدو كاحتفال جماعي يجسد الروح الوطنية.
مشهد لن يُنسى في المتحف المصري الكبير
شهدت العدسات الإعلامية، مثل تلك لتليفزيون اليوم السابع، مشاهد مؤثرة للمواطنين الذين زينوا شرفات منازلهم وسياراتهم بالأعلام، بينما يلتقط الشباب والأطفال والسيدات والكبار صوراً تذكارية أمام بوابات المتحف. كان العرض الليزري السماوي يضيء السماء بعنفوان، محط جذب للجميع، حيث يلوح الناس بعلم مصر مع كل وميض من تلك الألعاب النارية الرقمية. هذه اللحظات لم تكن مجرد استعدادات لإفتتاح أكبر متحف أثري في العالم، بل كانت تعبيراً عن الفخر الوطني الذي يجمع المصريين حول تراثهم العريق. المتحف نفسه، بقاعاته الشاسعة الممتلئة بالكنوز الأثرية، يمثل رمزاً لاستمرارية الحضارة المصرية، وشعر الجميع أنهم جزء من هذا الإرث الخالد. في تلك الليلة، علت أصوات الفرح تصدح في الشوارع، حيث تبادل الناس الابتسامات والتهاني، مشاركين في رقصات عفوية تعبر عن السرور بهذا الحدث الكبير. هذا الإفتتاح ليس مجرد افتتاح متحف، بل هو حدث يؤكد على عظمة مصر ودورها في الحضارة العالمية.
الإحتفال بكنوز التراث الأثري العالمي
بالإضافة إلى الجوانب الشعبية، كان الإعداد للإفتتاح يعكس جهوداً هائلة من السلطات لجعل هذا المتحف وجهة عالمية، حيث يضم مجموعات فنية وأثرية نادرة تجسد آلاف السنين من التاريخ. المواطنون لم يشعروا بالفخر فحسب، بل عبروا عن انتمائهم من خلال مشاركتهم في الأنشطة الثقافية التي سبقت الإفتتاح، مثل الورش العامة والمعارض المؤقتة التي قدمت لمحة عن الكنوز الداخلية. هذا الحدث أكد أن المصريين يرون في المتحف أكثر من مجرد مبنى؛ إنه رمز للتقدم والحفاظ على الإرث، مع توقعات كبيرة لزيارات دولية ستعزز السياحة في مصر. الفرحة العارمة في ميدان الرماية لم تنتهِ مع حلول الإفتتاح، بل بدأت رحلة جديدة للمتحف كمنارة ثقافية تجمع بين الماضي والحاضر. يُذكر أن هذا المتحف، بمساحته الواسعة وتصميمه الحديث، سيوفر تجربة غامرة للزوار من خلال تكنولوجيا متقدمة تعيد إحياء الآثار القديمة. في النهاية، كان ذلك المشهد الليلي دليلاً واضحاً على أن مصر قادرة على تقديم نفسها للعالم كقوة حضارية لا تنتهي، مما يعزز الروابط الوطنية ويلهم الأجيال القادمة للاحتفاء بتراثهم. هذا الحدث ليس نهاية، بل بداية لعصر جديد من الاكتشافات والفخر الوطني.

تعليقات