دعوات عاجلة للتدخل الدولي لحماية المدنيين في السودان ومنع وقوع مزيد من الفظائع.

أعربت منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان بالشراكة مع المرصد السوداني لحقوق الإنسان والمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام، عن قلقها الشديد تجاه الأحداث الدرامية في السودان. يبرز ذلك في بيان مشترك يؤكد على تداعيات سقوط مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع، حيث أدى ذلك إلى تصعيد عنيف للنزاع، مع مخاوف من انتهاكات واسعة النطاق تشمل القتل الجماعي والتطهير العرقي.

سقوط الفاشر وخطر الفظائع الجماعية

يعتبر سقوط الفاشر كارثة إنسانية جديدة في السودان، حيث استمر الحصار الشديد لأكثر من 18 شهرًا، مما ترك مئات الآلاف من المدنيين عالقين دون غذاء أو رعاية طبية. ارتفعت أعداد القتلى إلى آلاف الأشخاص، مع تقارير تؤكد على عمليات إعدام ميدانية وهجمات منظمة على المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء. كما أدى الانقطاع عن المساعدات الإنسانية إلى تفاقم الأزمة الغذائية، حيث شهدت المدينة ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع الأساسية.

الانتهاكات في دارفور وكردفان

يستمر التوثيق لفظائع أخرى في مناطق مثل كردفان، حيث شهدت مدينة بارا هجمات دامية أسفرت عن قتل العديد من المدنيين وأعمال نهب واسعة. يشير ذلك إلى نهج متعمد من قوات الدعم السريع يشمل الإفراط في العنف الجنسي والتهجير القسري، مع أدلة على دوافع إثنية تعزز من مخاوف التطهير العرقي. المنظمات تؤكد أن هذه الأحداث تكشف عن فشل المجتمع الدولي في منع مثل هذه الكوارث، رغم التحذيرات المتكررة. وفقًا للتقارير، تجاوز عدد المتضررين من النزاع أكثر من 14 مليون شخص، مع مواجهة ملايين آخرين للجوع الشديد.

أكد المتحدثون من المنظمات أن هناك حاجة ماسة لتدخل فوري، بما في ذلك توفير ممرات آمنة للنازحين وضمان وصول المساعدات الإنسانية. يشمل ذلك فرض عقوبات دولية وتحقيقات في الجرائم المرتكبة، لمنع تكرار مثل هذه الفظائع التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها. مع تزايد الانتهاكات، يظل التركيز على حماية المدنيين أمرًا حيويًا لإنهاء النزاع الذي اندلع في عام 2023 وأسفر عن دمار واسع النطاق. يجب على جميع الأطراف الالتزام بوقف إطلاق النار والبدء في عملية سلام حقيقية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الشعب السوداني.