في خطاب نعيم قاسم.. يكشف عن ارتباك حزب الله بين دعم الدولة ومواجهة التحديات!

في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، يواجه لبنان تحديات كبيرة تجسدها التهديدات الإسرائيلية المستمرة، حيث أعرب نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، عن انتقادات شديدة للولايات المتحدة، متهماً إياها بدعم العدوانات، فيما أشاد بموقف الرئيس اللبناني الذي أمر الجيش بالتصدي لأي توغل. هذا الخطاب يعكس محاولة الحزب لتوفيق بين الدفاع عن السيادة الوطنية والتصدي للضغوط الخارجية، مما يبرز التعقيدات السياسية في لبنان.

حزب الله ومواجهة التهديدات الإسرائيلية

مع تزايد التحذيرات الإسرائيلية حول تكثيف الضربات، يبدو أن حزب الله يسعى لتعزيز صورته كقوة وطنية رئيسية، من خلال دعم القرارات الرسمية اللبنانية. على سبيل المثال، انتقد قاسم الولايات المتحدة علانية، معتبراً أنها تشجع على العدوان، بينما أكد على أهمية أوامر الرئيس اللبناني للجيش بالتصدي لأي محاولة إسرائيلية للتوسع. هذا النهج يعكس جهداً لربط السياسات العسكرية للحزب بالمؤسسات الرسمية، رغم أنه يثير تساؤلات حول مدى التزام الحزب بالقنوات الشرعية.

في الوقت نفسه، يشير هذا الخطاب إلى نوع من التردد في استراتيجية حزب الله، حيث يحاول الجمع بين النقد اللاذع للقوى الخارجية والتأكيد على الوحدة الداخلية. على سبيل المثال، بينما يهاجم واشنطن، فإن الحزب يكافح للحفاظ على علاقات لبنان الدولية، خاصة مع الاعتماد الكبير على المساعدات الأمريكية والدولية لدعم الاقتصاد والقوات المسلحة. هذا التباين يظهر كيف يعمل الحزب على تقديم نفسه كحامي للسيادة، لكنه قد يؤدي إلى تعقيدات إضافية في السياق السياسي اللبناني.

التوازن بين الدفاع والسياسة الوطنية

يبرز خطاب قاسم الجهود لإيجاد توازن بين منطق الدولة التقليدية والأدوات العسكرية، حيث يسعى الحزب إلى رسم صورة موحدة مع القرار الرسمي. على وجه الخصوص، فإن الإشادة بالرئيس اللبناني تعني محاولة دمج قرارات الجيش ضمن الرؤية السياسية للحزب، مما قد يضع المؤسسة العسكرية في موقف معقد. هذا النهج ليس فقط يعزز من الوحدة الظاهرية، بل يعطي انطباعاً بأن هناك توافقاً شاملاً، رغم أنه قد يكون سطحياً في الواقع.

مع ذلك، يحمل هذا التصعيد الكلامي مخاطر كبيرة، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية على لبنان. فالاعتماد على المساعدات الأجنبية يجعل أي توتر مع الولايات المتحدة محفوفاً بالمخاطر، حيث قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية. حزب الله، من جانبه، يبدو أنه يعيد صياغة الواقع من خلال معادلات بسيطة، تعتمد على خطاب قديم يركز على المقاومة، لكنه قد يتجاهل التعقيدات الحالية. هذا الوضع يضع لبنان في منطقة رمادية، حيث تتصاعد التهديدات الإسرائيلية، ويحاول الحزب التوفيق بين دوره كقوة مسلحة ومساهم في القرار الوطني.

في النهاية، يعكس هذا الخطاب حالة من الحيرة لدى حزب الله، بين الحفاظ على مكانته كرمز للمقاومة والتكيف مع الضرورات السياسية الداخلية. مع تزايد الضغوط، يبقى السؤال حول كيفية دمج هذه العناصر دون تعريض الاستقرار اللبناني للمزيد من المخاطر. هذا الصراع الداخلي يبرز أهمية بناء جبهة موحدة تتجاوز الخلافات، للحفاظ على سيادة البلاد في وجه التحديات الخارجية. كلما زاد التوتر، أصبح من الضروري أن يتبنى الحزب نهجاً أكثر دقة، يجمع بين الدفاع عن الوطن والالتزام بالمؤسسات الشرعية، مما يمكن أن يساهم في تعزيز الموقف اللبناني بشكل أكبر.