في المناسبة التي جمعت بين التقدير والاحتفاء، أقيم حدث مميز في الأحساء، حيث ركز على دعم الجهود التعليمية للقرآن الكريم. كان ذلك في سياق البرامج الصيفية التي تقيمها جمعية تحفيظ القرآن الكريم، لتمكين الجيل الجديد من معرفة كتاب الله تعالى. شهدت الساحة حضورًا كبيرًا من أعضاء أسرة آل ملحم ومسؤولي الجمعية، مما أكد على الأهمية الاجتماعية لهذا النشاط.
تكريم مشرفي الحلقات الصيفية
بدأ الحفل بتلاوة قرآنية عطرة أداها الشيخ حفص بن ناصر الملحم، تلتها كلمة ترحيبية من رئيس مجلس إدارة الجمعية، الشيخ ناصر بن محمد النعيم، والتي نقلها الدكتور سليمان بن إبراهيم الحصين. في هذه الكلمة، تم التعبير عن الامتنان لأسرة آل ملحم على دعمهم المستمر، ولمشرفي الحلقات على التفاني في تعليم النشء. سرعان ما تلا ذلك كلمة العميد عبدالله بن عبدالمحسن آل ملحم، الذي قدم شكره للداعمين وراعي الحفل الشيخ محمد بن صالح السليم آل ملحم، مشيدًا بجهودهم في تعزيز تعليم القرآن.
لإثراء البرنامج، تم عرض فيديو يسلط الضوء على أنشطة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالأحساء، يعكس مسيرتها في بناء جيل مثقف بالقرآن. أعقب ذلك فقرة بعنوان “حكاية حافظ”، قدمها الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملحم، حيث شارك قصته الشخصية في حفظ كتاب الله ورحلته التحفيظية، مما ألهم الحاضرين وأكد على أهمية الإصرار والجهد المستمر.
في ختام الحفل، ألقى راعي المناسبة الشيخ محمد بن صالح السليم آل ملحم كلمته من خلال ابنه وليد بن محمد السليم آل ملحم، متحدثًا عن الجهود النوعية التي تبذلها الجمعية في مجال تعليم القرآن. لم يقتصر الأمر على الكلمات، بل تُوج الحدث بتكريم 39 مشرفًا من شركاء النجاح، تقديرًا لعملهم الدؤوب في إنجاح البرامج الصيفية. هذا التكريم لم يكن مجرد رسميات، بل تعبيرًا حقيقيًا عن التقدير لمن يسهرون على نقل معاني الوحي إلى الآخرين.
يعكس هذا الحفل دور المجتمع في تعزيز القيم الدينية، حيث يبرز كيف يمكن للأسر والمؤسسات أن تتعاون لخدمة الثقافة الإسلامية. فبالإضافة إلى الجوانب التعليمية، أظهرت المناسبة كيف يمكن أن تكون مثل هذه الأحداث مصدر إلهام للشباب، مشجعة إياهم على المشاركة في أنشطة تحفيظ القرآن. من خلال هذه الجهود، تستمر الجمعية في بناء جيل يحافظ على تراثه الديني، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويحقق التوازن بين التعليم والترفيه. إن استمرارية مثل هذه البرامج تضمن نقل المعرفة إلى الأجيال القادمة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المعاصرة في عالم سريع التغير.
تقدير جهود المشرفين
في هذا السياق، يأتي التقدير لجهود المشرفين كخطوة أساسية لتعزيز المبادرات التعليمية. كان التكريم فرصة لإبراز كيف ساهم هؤلاء الأفراد في تطوير البرامج الصيفية، من خلال تصميم دروس مبتكرة وتشجيع الطلاب على الالتزام بالتحفيظ. لقد لعبوا دورًا حاسمًا في جعل البرنامج جذابًا وفعالًا، مما أدى إلى زيادة عدد المشاركين وتحسين جودة التعلم. بالإضافة إلى ذلك، ساعد دعم أسرة آل ملحم في توفير الموارد اللازمة، مما يؤكد على أهمية الشراكات بين المجتمع والمؤسسات.
من جانب آخر، يمكن القول إن هذه الأحداث تعزز الروح الجماعية، حيث تجمع بين الأفراد من خلفيات مختلفة للاحتفاء بالعلم الديني. إن التركيز على تقدير الجهود يشجع المزيد من المتطوعين على المشاركة، مما يضمن استدامة المبادرات التعليمية. في الختام، يظل هذا الحدث دليلاً على أن التقدير الحقيقي يبدأ من الأسر والمجتمعات المحلية، ليمتد تأثيره إلى مجالات أوسع في خدمة الدين والثقافة.

تعليقات