صحيفة المرصد: هل يحق للمعلم طرد الطالب من الصف؟ شاهد إجابة المحامي زياد الشعلان في الفيديو!

يقول المحامي زياد الشعلان إن سؤال ما إذا كان يحق للمعلم طرد الطالب من الفصل يرتبط مباشرة بقواعد السلوك والمواظبة في المدارس. في مقطع فيديو نشره عبر منصة “تيك توك”، أكد الشعلان أن هذه القواعد تمثل الأساس الرئيسي للتعامل مع أي مخالفات يقترفها الطلاب داخل الفصل الدراسي. وفقاً لتعليقه، فإن هذه القواعد لا تشمل إجراء الطرد بشكل صريح، مما يعني أن الطرد ليس خياراً مباشراً أو معتمداً في معظم السياسات التعليمية. بدلاً من ذلك، ينصح بتطبيق سلسلة من الإجراءات التدريجية للتصدي للسلوكيات غير المناسبة، مع الحرص على ضمان حقوق الطالب وحمايته من أي إجراءات قاسية قد تؤثر على تعليمه.

حق طرد الطالب في المدارس

في سياق مناقشة حق الطرد، يؤكد الشعلان أن قواعد السلوك والمواظبة هي المعيار الأساسي الذي يجب الالتزام به في جميع المؤسسات التعليمية. هذه القواعد، التي تُعتبر جزءاً من اللوائح الداخلية للمدارس، تركز على تعزيز البيئة التعليمية الإيجابية دون اللجوء إلى عقوبات شديدة مثل الطرد. على سبيل المثال، إذا ارتكب الطالب مخالفة داخل الفصل، مثل عدم الانتباه أو إزعاج الآخرين، فإن القواعد تقترح اتباع خطوات محددة تبدأ بالتحذير الشفوي، ثم تسجيل الملاحظة في سجلات الطالب، وصولاً إلى اجتماع مع الوالدين في حال تكرار المشكلة. هذا النهج يهدف إلى تعزيز التربية الوقائية بدلاً من العقاب الفوري، مما يساعد في بناء شخصية الطالب وتحسين سلوكه على المدى الطويل. كما أن هذا الإطار يحمي حقوق الطالب من أي إساءة محتملة، حيث يمنع اتخاذ قرارات تعسفية قد تؤدي إلى إهمال تعليمه أو تعريضه للضغط النفسي.

بالإضافة إلى ذلك، يشير الشعلان إلى أهمية فهم السياق الذي تحدث فيه المخالفة، حيث قد تكون بعض الأفعال ناتجة عن ظروف خارجية مثل الضغوط الأسرية أو المشكلات النفسية، وهو ما يتطلب من المعلمين التعامل بحساسية أكبر. في الواقع، يُعتبر الطرد خطوة نادرة وغير مرغوبة في معظم الأنظمة التعليمية العالمية، لأنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية مثل زيادة معدلات الإدمان أو الجريمة بين الشباب، كما أظهرت بعض الدراسات. لذا، يوصي الشعلان بتعزيز البرامج التوعوية داخل المدارس لتعليم الطلاب أهمية الالتزام بالقواعد منذ سن مبكر، مما يقلل من الحاجة إلى أي عقوبات على الإطلاق.

إجراءات التعامل مع المخالفات الطلابية

من جانب آخر، يفصل الشعلان في إجراءات التعامل مع المخالفات الطلابية كبديل فعال عن الطرد. هذه الإجراءات تشمل، على سبيل المثال، إجراء جلسات استشارية مع المعلم والمشرفين التربويين لتحليل السبب الرئيسي للمشكلة، ثم وضع خطة شخصية للطالب لتحسين سلوكه. كما يمكن أن تشمل الإجراءات الإلزامية للطالب في أنشطة إيجابية، مثل المشاركة في ورش العمل حول مهارات التواصل أو السيطرة على الغضب، لمساعدته على التكيف مع البيئة المدرسية. هذا النهج ليس فقط أكثر إنسانية، بل يعزز أيضاً ثقة الطالب بنفسه ويقلل من فرصة تكرار المخالفات. في الواقع، تشير بعض الإحصائيات إلى أن المدارس التي تتبنى استراتيجيات غير عقابية تشهد انخفاضاً في معدلات الانتهاكات بنسبة تصل إلى 30%، مما يؤكد فعاليتها.

علاوة على ذلك، يبرز الشعلان دور الوالدين في هذه العملية، حيث يجب على المدارس إشراكهم في أي خطوات تتخذ ضد الطالب لضمان التواصل الفعال والدعم المشترك. هذا التعاون يساعد في حل المشكلات بشكل أسرع وأكثر كفاءة، ويمنع تحول المخالفات البسيطة إلى قضايا أكبر. بالنسبة للمعلمين، ينصح بتدريبهم على كيفية التعامل مع الوضع بحكمة، مع التركيز على بناء علاقة إيجابية مع الطلاب بدلاً من اللجوء إلى الإجراءات القاسية. في نهاية المطاف، يؤمن الشعلان بأن الهدف الأساسي للتعليم هو تنمية الجيل القادم بشكل متوازن، وأن أي نظام يعتمد على الطرد يفتقر إلى الرؤية الشاملة للتربية.

في الختام، يؤكد الشعلان أن الحلول البديلة للطرد ليس فقط تلبي متطلبات القوانين التعليمية، بل تعزز أيضاً بيئة آمنة وداعمة لجميع الطلاب. من خلال تطبيق هذه الإجراءات، يمكن للمدارس أن تحول التحديات إلى فرص للنمو، مما يساهم في تطوير مجتمع تعليمي أكثر عدلاً وفعالية. هذا المنظور يدعو إلى مراجعة مستمرة لقواعد السلوك لضمان أنها تتناسب مع احتياجات الطلاب في عصرنا الحالي، حيث يتزايد الضغط النفسي عليهم بسبب التغييرات الاجتماعية والتكنولوجية. بشكل عام، يظل التركيز على الوقاية والتعليم بدلاً من العقاب هو المفتاح لنجاح نظام تعليمي مستدام.