لطيفة بنت محمد: نؤمن بقوة الثقافة والتراث
مقدمة: رمز من أمثال الإرث الإماراتي
في عالم يتسارع فيه التغيير التقني والاجتماعي، تبرز أشخاص يذكروننا بأهمية الجذور الثقافية والتراثية. واحدة من أبرز هذه الشخصيات هي لطيفة بنت محمد آل مكتوم، ابنة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وأمير دبي. تعكس لطيفة، من خلال عملها وأفكارها، الشعار الذي يمثل فلسفتها: “نؤمن بقوة الثقافة والتراث”. هذه الكلمات ليست مجرد شعار، بل هي تعبير عن التزامها الدائم بتعزيز الإرث الإماراتي والعربي، مما يجعلها مصدر إلهام للأجيال الشابة.
ولدت لطيفة بنت محمد في عام 1983 في دبي، وترعرعت في بيئة تكتنفها الثراء الثقافي والتاريخي. على الرغم من خلفيتها الملكية، إلا أنها اختارت طريقاً يركز على الخدمة العامة والثقافية. كانت مهتمة منذ صغرها بالفنون، الشعر، والرياضة، وخاصة ركوب الخيل، الذي أصبح رمزاً من رموز هويتها. لكن ما يميز لطيفة هو إيمانها العميق بأن الثقافة والتراث ليسا مجرد ذكريات مضيئة، بل قوة دافعة للتطور والوحدة الاجتماعية.
الإيمان بقوة الثقافة: جهود لطيفة في الحفاظ على الإرث
يعكس شعار “نؤمن بقوة الثقافة والتراث” فلسفة لطيفة في العمل. في عام 2006، شاركت في إنشاء مؤسسات ثقافية رائدة، مثل هيئة دبي للثقافة والفنون، التي تهدف إلى تعزيز الإبداع والحفاظ على التراث الإماراتي. من خلال هذه الهيئة، نظمت مهرجانات وأنشطة تبرز التراث الشعبي، مثل مهرجان دبي الدولي للأفلام، والذي يجمع بين الثقافة المحلية والعالمية. هذه المبادرات ليست مجرد أحداث ترفيهية، بل هي أدوات لتعزيز الهوية الوطنية في عصر العولمة.
كما أن لطيفة بنت محمد ملتزمة بحماية التراث المادي وغير المادي. في مقابلاتها، غالباً ما تتحدث عن أهمية الشعر الشعبي والحرف اليدوية، كالصيد والتنقيب عن اللؤلؤ، التي كانت جزءاً من حياة أجدادنا في الخليج. على سبيل المثال، شاركت في إنشاء برامج تعليمية تهدف إلى تدريب الشباب على هذه الحرف، مما يضمن استمراريتها. في كلمة لها خلال أحد المؤتمرات الثقافية، قالت: “الثقافة ليست مجرد ماضٍ، بل هي قوة تلهم المستقبل. نؤمن بأن التراث يمنحنا القوة لنبني مجتمعات أكثر تماسكاً وابتكاراً”.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل لطيفة نموذجاً لدور المرأة في الحفاظ على الثقافة. في مجتمع يشهد تقدماً سريعاً، عملت على تعزيز دور النساء كحراسات للتراث. من خلال مشاركتها في مهرجانات نسائية وبرامج تطوعية، أظهرت كيف يمكن للنساء أن يكن قادات في مجال الثقافة. هذا الجانب يعزز من شعارها، حيث يؤكد على أن قوة الثقافة تكمن في قدرتها على تمكين الأفراد والمجتمعات.
التراث كأداة للتطور: تأثير لطيفة على المجتمع
لا يقتصر إيمان لطيفة بقوة الثقافة على الكلمات؛ بل يترجم إلى أعمال ملموسة. في عام 2010، أسست مؤسستها الخيرية، التي تركز على الثقافة والتعليم، مما ساعد في إنشاء متاحف ومعارض فنية تعرض التراث الإماراتي. هذه المبادرات لها تأثير اقتصادي أيضاً، حيث تشجع على السياحة الثقافية، وتساهم في تنويع الاقتصاد الإماراتي.
في سياق عالمي، يواجه التراث تهديداً من التغيرات البيئية والاجتماعية، مثل التغير المناخي الذي يهدد المناطق التقليدية في الخليج. هنا، تلعب لطيفة دوراً بارزاً من خلال دعم المشاريع البيئية التي تربط بين الحماية البيئية والتراث الثقافي. على سبيل المثال، شاركت في حملات لحماية المناطق الطبيعية التي ترتبط بالتاريخ الشعبي، مما يجسد فكرة أن الثقافة والتراث مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالاستدامة.
ختام: إرث يستمر
في النهاية، تمثل لطيفة بنت محمد نموذجاً حياً لشعار “نؤمن بقوة الثقافة والتراث”. من خلال جهودها، أظهرت أن الثقافة ليست عائقاً أمام التطور، بل هي محركاً للابتكار والوحدة. في عالم يسعى للتوازن بين الحداثة والتقليد، تذكرنا بأهمية الحفاظ على جذورنا لنبني مستقبلاً أفضل. إن إيمانها هذا يلهم الجميع، خاصة الشباب، للاستثمار في ثروة التراث الذي يمنحنا القوة لمواجهة التحديات.
في كلماتها الختامية، “الثقافة هي روح الأمة”، نرى تأكيداً على أن قوة الثقافة تكمن في قدرتها على توحيد الناس وصقل هويتهم. لطيفة ليست مجرد شخصية عامة؛ إنها رمز لقوة الإرث في عصرنا الحالي.

تعليقات