محمد بن راشد يُطلق «حي محمد بن راشد الوقفي» بـ 4.7 مليارات درهم: خطوة تاريخية نحو التنمية الخيرية والاجتماعية في دبي
مقدمة
في خطوة تؤكد على التزام دبي بالابتكار والعمل الخيري، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن إطلاق مشروع “حي محمد بن راشد الوقفي”، الذي يُقدر تكلفته بـ 4.7 مليار درهم إماراتي. يُعتبر هذا المشروع امتدادًا لجهود سموّه في تعزيز التنمية المستدامة والمجتمعية، حيث يجسد مفهوم الوقف الإسلامي في بناء مجتمع يعزز الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية. وفي ظل الرؤية الشامخة لدبي، يأتي هذا الإعلان كدليل على التزام الإمارة بالاستثمار في المشاريع الكبرى التي تؤثر إيجابيًا على حياة المواطنين والمقيمين.
تفاصيل المشروع
يُعد “حي محمد بن راشد الوقفي” أحد أكبر المشاريع العقارية والاجتماعية في دبي، حيث يمتد على مساحة واسعة في موقع استراتيجي داخل الإمارة، بالقرب من المناطق الحضرية الرئيسية مثل دبي مول وأبراج البحريني. يبلغ إجمالي تكلفة المشروع 4.7 مليار درهم، مما يجعله استثمارًا ضخمًا يعكس الرؤية الطموحة لسمو الشيخ محمد بن راشد في بناء مجتمعات متكاملة.
يقوم المشروع على أساس مبدأ الوقف الإسلامي، الذي يشمل تخصيص جزء من الأصول لأغراض خيرية دائمة، مثل دعم الفقراء، تعليم الأجيال القادمة، والحفاظ على التراث الثقافي. سيشمل الحي مجموعة متنوعة من المرافق، بما في ذلك:
- 
السكن: آلاف الوحدات السكنية الحديثة، تتراوح بين الشقق والفيلات، مصممة لتناسب مختلف الفئات الاجتماعية، مع التركيز على الكفاءة البيئية والاستدامة من خلال استخدام الطاقة الشمسية وأنظمة الري المثقف. 
- 
المرافق العامة: مراكز تعليمية، مدارس، ومستشفيات متطورة، بالإضافة إلى مساحات خضراء واسعة، حدائق عامة، ومناطق رياضية، لتعزيز الصحة والنشاط الاجتماعي. 
- 
الجوانب الاقتصادية: سيحتوي الحي على مراكز تجارية ومنشآت أعمال لدعم الرواد والمشاريع الصغيرة، مما يساهم في خفض معدلات البطالة ويعزز الاقتصاد المحلي. 
وفقًا للإعلان الرسمي، يهدف المشروع إلى إنشاء نموذج متكامل للتنمية الوقفية، حيث يتم تخصيص جزء من الإيرادات المتولدة من الحي لدعم المبادرات الخيرية، مثل برامج التعليم والرعاية الصحية للأسر ذات الدخل المحدود. هذا النهج يجعل الحي ليس مجرد مشروع عقاري، بل نموذجًا للاستدامة الاجتماعية.
أهمية الإعلان وتأثيره
يأتي إطلاق “حي محمد بن راشد الوقفي” في سياق الجهود الكبرى التي يقودها سمو الشيخ محمد بن راشد لتحويل دبي إلى مركز عالمي للابتكار والتسامح. منذ توليه الحكم، ساهم سموّه في العديد من المشروعات الكبرى مثل دبي إكس포 2020 وبرج خليفة، وهذا المشروع يعزز من تلك الرؤية بإضافة بعد خيري يعكس قيم الإسلام والإنسانية.
في الوقت الذي تشهد فيه الإمارات نموًا اقتصاديًا سريعًا، يبرز هذا المشروع كفرصة لدمج التنمية مع العمل الاجتماعي. بناءً على تقديرات خبراء، من المرتقب أن يوفر المشروع حوالي 10,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال فترة البناء، بالإضافة إلى تعزيز السياحة والاستثمارات الأجنبية. كما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصة في مجالات مكافحة الفقر والتعليم.
من جانب آخر، يُعتبر هذا المشروع ردًا على التحديات العالمية مثل التغير المناخي، حيث يركز على البناء الأخضر وتقليل البصمة الكربونية. وفي ظل التركيز الإقليمي على الوقف كأداة للتنمية، يمكن أن يصبح “حي محمد بن راشد الوقفي” نموذجًا يُحتذى به في الدول الإسلامية والعالمية.
الخاتمة
مع إطلاق “حي محمد بن راشد الوقفي” بتكلفة 4.7 مليار درهم، يؤكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجددًا على دور دبي كقائدة عالمية في التنمية الشاملة. هذا المشروع ليس مجرد بناء لبنية تحتية، بل هو استثمار في مستقبل أجيال المستقبل، يجمع بين التقدم الاقتصادي والقيم الاجتماعية. من المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع قريبًا، مما سيعزز من سمعة الإمارات كمركز للخير والابتكار. في نهاية المطاف، يرسل هذا الإعلان رسالة واضحة: أن التنمية الحقيقية هي تلك التي تعود بالنفع على الجميع.

تعليقات