في لحظة تاريخية مذهلة، يصل تابوت الملك توت عنخ آمون الذهبي إلى المتحف المصري الكبير، حيث يُعد هذا الحدث نقطة تحول في عرض الكنوز الأثرية. هذا التابوت، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، يمثل قمة الفنون المصرية القديمة، ويأتي بعد رحلة طويلة من الحفظ والترميم الدقيق. الفيديو الذي استعرضه تلفزيون اليوم السابع يلتقط صوراً نابضة بالحياة لاستقبال هذا الكنز، مما يعكس الجهود الضخمة لإعادة تقديمه للعالم بكامل عظمته.
تابوت توت عنخ آمون يزين المتحف الكبير بوزن 110 كيلو جرامات
يعكس هذا التابوت الرائع تراثاً حياً من عصر الفراعنة، حيث بدأت قصته في وادي الملوك بالأقصر، مدفوناً تحت طبقات من الرمال لقرون طويلة. في عام 1922، كشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عن مقبرة الملك توت عنخ آمون، مما أدى إلى اكتشاف هذا التابوت الملكي المذهل. يتكون التابوت من ثلاث طبقات متداخلة، حيث تكون الطبقتان الأولى والثانية مصنوعتين من الخشب المغطى بالذهب، بينما الطبقة الثالثة هي عبارة عن قطعة واحدة من الذهب الخالص. يبلغ طوله حوالي مترين وربع، ويزن أكثر من 110 كيلو جرام، مع نقوش دقيقة وملامح وجه تتطابق مع قناع الدفن الشهير، المزين بالأحجار الكريمة التي تعكس عينين حكيمتين وهادئتين.
في المتحف المصري الكبير، يحظى التابوت بقاعة مخصصة تضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تتعلق بحياة الملك توت عنخ آمون، الذي لقب بـ”الملك الذهبي”. هذا العرض ليس مجرد عرض فني، بل هو رحلة تخييلية تروي قصة ملك شاب غير مجرى التاريخ، من خلال كنوزه التي تحمل سر الثقافة المصرية القديمة. يسلط الضوء هذا الحدث على أهمية الحفاظ على التراث، حيث يجمع بين الماضي والحاضر في مكان واحد يسرد حكايات الأجيال.
الكنوز الفرعونية لتوت عنخ آمون
مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر 2025، يتجاوز هذا الحدث الثقافي مجرد عرض آثار، ليصبح احتفالاً عالمياً يجذب الاهتمام الدولي. التابوت الذهبي، كرمز للعظمة المصرية، سيكون محور هذا الافتتاح، الذي يتوقع أن يكون الأكبر في تاريخ السياحة والثقافة في مصر. يقدم المتحف فرصة فريدة للزوار لاستكشاف تفاصيل دقيقة عن حياة توت عنخ آمون، من خلال القطع الأثرية التي تبرز تقنيات الدفن والفنون في عصر الفراعنة. هذا التراث، المحفوظ بعناية، يذكرنا بأن تاريخ مصر ليس مجرد قصص مضى عليها الزمن، بل هو حياة مستمرة تلهم الأجيال الجديدة. بفضل هذه الجهود، يصبح المتحف بوابة لفهم الإرث الفرعوني، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة عالمية للتراث.

تعليقات