دور المرأة في الذكاء الاصطناعي: جلسة حوار مهني برأس الخيمة

المرأة في الذكاء الاصطناعي: جلسة حوار مهني برأس الخيمة

مقدمة: صوت المرأة في عصر التكنولوجيا المتقدمة

في قلب مدينة رأس الخيمة الإماراتية، التي تُعد وجهةً للابتكار والتطور، انعقدت جلسة حوار مهني مخصصة لمناقشة دور المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي. نظمت هذه الجلسة من قبل جمعية الابتكار التكنولوجي في الإمارات، بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والأكاديمية، وجمع بين خبراء ومختصين لاستكشاف كيفية تعزيز مشاركة النساء في هذا المجال السريع التطور. كانت الجلسة، التي عقدت في قاعة الابتكار بفندق رأس الخيمة، فرصة لتسليط الضوء على التحديات والإنجازات، في وقت يشهد فيه الذكاء الاصطناعي ثورة عالمية.

خلفية الجلسة وأهدافها

جاءت فكرة هذه الجلسة كرد فعل للواقع الذي يُظهره التقارير الدولية، حيث تشير منظمة اليونسكو وشركات تكنولوجيا كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت إلى أن نسبة النساء في قطاع الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز 20% في معظم الدول. في الإمارات العربية المتحدة، وبالرغم من الجهود الحكومية لتعزيز تمكين المرأة، إلا أن هناك فجوة واضحة في التمثيل النسائي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. هدف الجلسة كان الحديث عن كيفية جسر هذه الفجوة، مع التركيز على السياق الإماراتي، حيث يُعتبر المجتمع في طور الانتقال نحو اقتصاد معرفي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

شارك في الجلسة نخبة من المتحدثين، بما في ذلك الدكتورة لينا الحمدان، خبيرة الذكاء الاصطناعي في شركة “إمارات تكنولوجي”، والمهندسة سارة القاسم، مديرة مشاريع في معهد رأس الخيمة للابتكار، بالإضافة إلى ممثلات من منظمات دولية مثل “وومن إن تك” (Women in Tech). كانت الجلسة مفتوحة للجمهور، مما سمح للطلاب والمهنيين بالمشاركة في نقاش حيوي.

المناقشات الرئيسية: تحديات وفرص للمرأة في الذكاء الاصطناعي

افتتحت الجلسة بالحديث عن الإنجازات النسائية في هذا المجال. أشارت الدكتورة لينا الحمدان إلى أمثلة محلية، مثل دور النساء في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشاريع مثل “مبادرة الإمارات للذكاء الاصطناعي”، حيث ساهمن في تطوير أدوات للرعاية الصحية والتعليم. قالت الدكتورة لينا: “المرأة ليست مجرد مشاركة في الذكاء الاصطناعي، بل هي محرك رئيسي للابتكار. نحن نرى نساء إماراتيات يقدن مشاريع تحول الحياة اليومية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين التنمية المستدامة.”

ومع ذلك، لم تخف المتحدثات التحديات التي تواجه النساء. أبرزت المهندسة سارة القاسم في نقاشها الرئيسي أن التمييز الذاتي والثقافي يلعبان دورًا كبيرًا، حيث غالبًا ما تكون النساء مترددات في الدخول إلى مجالات تكنولوجية يُنظر إليها على أنها “ذكورية”. كما أكدت على مشكلة التوازن بين العمل والحياة الشخصية، قائلة: “في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تتطلب الوظائف ساعات عمل طويلة، يجب أن نعمل على سياسات داعمة للأمهات العاملات، مثل برامج الرعاية الاجتماعية والتدريب عبر الإنترنت.”

تم مناقشة أيضًا كيفية تعزيز التمثيل النسائي، مع اقتراحات عملية مثل زيادة البرامج التعليمية الموجهة للفتيات في مدارس رأس الخيمة، وإنشاء شراكات مع الشركات لتوفير فرص عمل متكافئة. شاركت إحدى الحاضرات، وهي طالبة جامعية، برأيها قائلة: “كشابة مهتمة بالتكنولوجيا، أرى أن التحدي الأكبر هو نقص النماذج الإيجابية. جلسات مثل هذه تلهمنا وتشجعنا على المضي قدمًا.”

الخاتمة: نحو مستقبل متوازن ومبتكر

اختتمت جلسة الحوار برسالة أملية، حيث أكد المتحدثون على أن الإمارات، وخاصة رأس الخيمة، يمكن أن تكون رائدة في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي. في ظل رؤية الإمارات 2071، التي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي، يُعتبر دعم النساء خطوة حاسمة لتحقيق الابتكار المستدام. كما دُعي الحاضرون للمشاركة في حملات تثقيفية لتعزيز الوعي بأهمية المساواة في التكنولوجيا.

في النهاية، كانت هذه الجلسة دليلاً على أن المرأة في الذكاء الاصطناعي ليست مجرد موضوع نقاش، بل هي قوة دافعة للتغيير. من رأس الخيمة، يمكن أن يبدأ تأثير يمتد إلى العالم، مما يعزز من دور النساء في تشكيل مستقبل يعتمد على التكنولوجيا. هذه الجلسات لن تكف عن كونها جسورًا نحو مجتمع أكثر عدالة وابتكارًا.