أب قدوة في الدقهلية.. دموع سعادة بعد تكريمه من الدولة (فيديو)

في محافظة الدقهلية، يحتفل المجتمع بقصة إنسانية مؤثرة تبرز دور الأب كعمود أساسي للأسرة. السيد عبد الرحمن محمد، الذي فاز بمسابقة “الأب القدوة”، يمثل نموذجاً للتفاني والتربية، حيث غمره التكريم الرسمي من وزارة التضامن الاجتماعي بمشاعر الفرح الغامر. هذه القصة تعكس كيف يُقدِّر المجتمع الجهود اليومية لمن يضحون من أجل أسرهم، مما يلهم الأجيال الجديدة بقيم الاحترام والتضحية.

الأب القدوة في الدقهلية: قصة كفاح وتقدير وطني

تحتفل الأسرة بفوز السيد عبد الرحمن محمد بلقب “الأب القدوة” في محافظة الدقهلية، حيث قامت وزارة التضامن الاجتماعي بتكريمه خلال احتفالية خاصة. فرحته كانت لا توصف، إذ بكى من شدة السعادة عندما تلقى الجائزة من يد الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن. هذا التكريم جاء نتيجة ترشيح من زوج نجلته، الذي عمل مع أفراد الأسرة لتقديم قصة حياة مفعمة بالتضحيات. منذ سنوات طويلة، كان السيد عبد الرحمن يركز على تربية أبنائه بقيم الأخلاق والتعليم، حيث لم يكتفِ بمسؤولياته الأسرية بل امتد دورها ليشمل دعم الآخرين في مجتمعه. في مقابلة أجرتها الصحافة معه مباشرة بعد العودة من الاحتفالية، أعرب عن اعتزازه بجهود أبنائه، قائلاً إن ذلك يعكس تقديرهم لرحلة كفاحه الطويلة.

كما أكد زوج نجلته أن الفوز كان استحقاقاً حقيقياً، مضيفاً أن السيد عبد الرحمن كان مربياً ومعلماً لأجيال من الشباب في المدينة. على مدى سنوات، قدم دروساً مجانية معتمداً على الحب والاحترام، حيث كان يرسل زملاء الطلاب لجلبهم إذا غابوا عن الدرس، مما يؤكد التزامه بالتعليم كأداة للارتقاء. من جانبها، قالت نجلته إن فرحتها كانت كبيرة لدرجة أنها ألقت الزغاريد عند سماع الخبر، مشيرة إلى أن هذا التكريم هو أقل ما يستحقه والدها الذي رباها على مبادئ التربية الصحيحة. وأضافت أن والدها لا يزال يلعب دوراً أساسياً في لم شمل الأسرة، متابعاً الشباب في المنطقة ومساعدتهم، كما أن العائلة تتجمع يومياً لزيارة قبر والدتهم الراحلة، تكريماً لدورها إلى جانبه.

نموذج الرعاية الأسرية في المجتمع

شهدت الاحتفالية التي نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع مؤسسة العربي للتنمية المجتمعية مشاركة عدة شخصيات ملهمة، لكن قصة السيد عبد الرحمن برزت كرمز للرعاية الأسرية. الوزيرة مايا مرسي أشادت بهؤلاء الأباء الذين يمثلون نموذجاً إيجابياً في تربية الأبناء ودعم الاستقرار العائلي، مما يساهم في تعزيز القيم الاجتماعية. هذا الحدث لم يكن مجرد تكريم فردي، بل جسراً لنشر ثقافة التقدير للأدوار الأبوية في ظل التحديات اليومية. في الدقهلية، يُعتبر مثل هذه القصص مصدر إلهام، حيث تبرز كيف يؤثر التزام الأب في بناء مجتمع أكثر تماسكاً. على سبيل المثال، يستمر السيد عبد الرحمن في متابعة أحفاده، مما يضمن نقل التراث الأسري إلى الأجيال الجديدة. هذا النهج يعكس تأثيراً واسعاً، إذ أصبحت قصته حديث المجتمع، مشجعة الآخرين على الالتزام بمسؤولياتهم الأسرية. في نهاية المطاف، يؤكد هذا النموذج أهمية التوازن بين العطاء الأسري والمساهمة الاجتماعية، مما يعزز من تماسك المجتمع ككل. تستمر هذه الجهود في تعزيز الروابط العائلية، حيث يبقى الأب ركيزة أساسية للنماء الاجتماعي، ويذكرنا بأن التقدير يأتي من الجهود اليومية الصادقة.