الحكومة السودانية تعزز اتهاماتها ضد الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، وتدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للأزمة.

دعا مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى الاعتراف بدور الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الصراع في السودان، معتبرًا أن دعمها لقوات الدعم السريع يمثل تهديدًا مباشرًا للسلام. في كلمة حماسية، وصف السفير الحارث إدريس الوضع بأنه كارثة إنسانية تتفاقم يوميًا، مع ارتفاع عدد الضحايا وانتشار النزوح.

اتهامات السودان للإمارات في مجلس الأمن

أعرب إدريس عن أسفه الشديد للسماح لممثل الإمارات بالتحدث في المجلس، معتبرًا ذلك إهانة لمؤسسة الأمن الدولي واستخفافًا بمعاناة الشعب السوداني. وقال إن قوات الدعم السريع، التي يدعمها النظام في أبوظبي بأسلحة وأموال، تتحمل مسؤولية المذابح في مناطق مثل الفاشر ودارفور. وفقًا لتصريحاته، فإن هذا الدعم لم يقتصر على المساعدة المباشرة، بل شمل حملات تضليل إعلامية تهدف إلى تغطية الانتهاكات. أكد إدريس أن الإمارات تحولت إلى قوة مخربة، حيث ساهمت في إشعال الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص.

في السياق نفسه، أشار إلى تقارير من صحيفة وول ستريت جورنال وصحيفة الغارديان، التي كشفت تفاصيل عن نقل شحنات أسلحة من الإمارات إلى شرق ليبيا ثم إلى السودان، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة التي شهدت تصعيد الهجمات على الفاشر. كما ذكر بيانات من مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل، التي أظهرت من خلال صور الأقمار الصناعية وقوع عمليات قتل جماعي في المستشفيات، مثل المستشفى السعودي في الفاشر. هذه الانتهاكات تشمل قتل الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نهب المدن وإغلاق المنافذ، مما يعزز العزلة عن العالم الخارجي.

الأزمة الإنسانية في السودان

مع تكرار الهجمات، أصبحت دارفور ساحة للصراع المستمر، حيث سيطرت قوات الدعم السريع على معظم المناطق الغربية، بينما يحافظ الجيش السوداني على سيطرته في الجنوب والشمال. قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، اعترف مؤخرًا ببعض التجاوزات، لكنه أعلن عن تشكيل لجان تحقيق، ما يثير شكوكًا حول جديتها. وفقًا لإدريس، فإن تصريحات الإمارات حول السلام تبدو متناقضة مع أفعالها، حيث تستمر في إمداد المليشيات بـ”ذخيرة ومعدات”، مما ينتهك ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بدعم الجماعات المسلحة.

في الواقع، أدت هذه الحرب إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، مع تفاقم المجاعة وانتشار الأمراض بسبب الحصار على المدن مثل الفاشر. الإدانات الدولية المتزايدة تسلط الضوء على الحاجة الماسة للتدخل، حيث يواجه السودانيون يوميًا فقدان منازلهم وأسرهم. يطالب إدريس المجتمع الدولي بالمساءلة، مؤكدًا أن الصمت أمام مثل هذه الانتهاكات يعزز الدور المدمر للإمارات. في ختام كلمته، سأل: كيف يمكن لدولة تدعي السلام أن تكون جزءًا من المأساة التي تفتك بالأبرياء؟

هذه الأحداث تجسد عمق الصراع، حيث يستمر القتال في إنتاج دائرة من العنف والنزوح، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها. الجهود لإحلال السلام تتطلب وقفًا فوريًا للتدخلات الخارجية ودعمًا حقيقيًا للشعب السوداني، ليتمكن من بناء مستقبل أفضل بعيدًا عن الكوارث اليومية.