إطلاق خدمة “راصد” الذكية الجديدة لضمان التحقق الآمن من الأدوية المقيدة المخصصة لزوار المملكة!

في خطوة مهمة نحو تعزيز الرقابة على الأدوية، أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء خدمة مبتكرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتسهيل دخول الأدوية المصاحبة للمسافرين إلى المملكة. هذه الخدمة تمثل نقلة نوعية في كيفية التعامل مع التحديات السابقة في عمليات الرقابة، مما يضمن حماية الصحة العامة بفعالية أكبر.

خدمة راصد وتطبيقاتها في تنظيم الأدوية

خدمة راصد هي إحدى الابتكارات الرئيسية التي طورتها كوادر وطنية سعودية داخل معمل الذكاء الاصطناعي “سيل” التابع لهيئة الغذاء والدواء. هذه الخدمة تعمل على تحويل الرقابة التقليدية إلى نظام استباقي يعتمد على تحليل البيانات بدقة عالية. فهي تتيح أتمتة عملية المطابقة بين مكونات الدواء المقيد والحاجة الطبية للمريض، سواء من خلال تقارير طبية أو وصفات، مع دعم أكثر من 50 لغة مختلفة. هذا يساعد في تجاوز مشكلات مثل بطء الإجراءات الإدارية، صعوبة قراءة الوصفات اليدوية، وتنوع اللغات، مما يحسن تجربة المسافرين وزوار المملكة بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الخدمة من كفاءة العمليات الرقابية داخل الهيئة، حيث تقلل من الخطأ البشري وتعزز السرعة في اتخاذ القرارات.

يأتي تطوير خدمة راصد كجزء من جهود أوسع لتعزيز الابتكار في قطاع الصحة، حيث يركز معمل “سيل” على بناء حلول تقنية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذا المعمل، الذي أطلق في فبراير الماضي, يساهم في رفع مستوى الكفاءة التشغيلية للهيئة من خلال تطوير أدوات رقمية متكاملة. على سبيل المثال، يقوم النظام بفحص الكميات المسموح بها للأدوية ويضمن مطابقة حالتي المريض مع الوصفات الطبية، مما يمنع دخول الأدوية غير الشرعية أو الزائدة. هذه الخدمة ليست مجرد أداة فنية، بل هي خطوة استراتيجية تتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030، خاصة برنامج تحول القطاع الصحي الذي يهدف إلى تحسين الخدمات الصحية عبر الابتكار التكنولوجي.

الابتكار في نظام المراقبة الذكية

مع تطور خدمة راصد، يبرز دور الابتكار في تعزيز نظام المراقبة الذكية للأدوية، حيث يساهم هذا النظام في إنشاء بيئة أكثر أماناً وكفاءة. من جانب آخر، يعمل على توسيع الشراكات مع الجهات الحكومية والشركات التقنية لتبادل المعرفة وتطوير القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا يشمل تدريب الكوادر الوطنية على استخدام هذه التطبيقات المتقدمة، مما يدعم الهدف الأكبر لتحويل القطاع الصحي إلى نموذج رقمي شامل. بالفعل، فإن هذا النظام يساعد في مراقبة الأدوية بدقة، حيث يقوم بتحليل البيانات في الوقت الفعلي للكشف عن أي مخالفات، مما يقلل من مخاطر الاستخدام غير الآمن. كما أنها تسهم في تعزيز الثقة بين المسافرين والسلطات، حيث يشعرون بأن عمليات الرقابة أكثر شفافية وسرعة. في الختام، تُعد خدمة راصد نموذجاً لكيفية دمج التكنولوجيا في الخدمات الحكومية، مما يفتح آفاقاً جديدة للتصدي للتحديات المستقبلية في مجال الصحة العامة.