غضب شعبي في مصر من تصريحات الشرع: “لا يدرك حجم التقدم في البلاد!”

أثارت تصريحات الرئيس الانتقالي في سوريا، أحمد الشرع، خلال جلسة حوارية في الرياض، موجة من الاستياء بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي. في ذلك الحدث، الذي حضره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أبرز الشرع نجاحات دول مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات، معتبراً إياها نماذج مثالية، بينما وصف مصر والعراق بأنهما يحظيان بنجاحات أيضاً لكنهما يتطلبان جهوداً مضاعفة لمواكبة التقدم التقني العالمي. هذه الكلمات رُفعت كدليل على عدم الإنصاف، مما أدى إلى انتقادات حادة من قبل عدد من الإعلاميين والمستخدمين، الذين اعتبروها مساساً بالتطورات السريعة في مصر.

كيف تبدو العلاقة بين مصر وسوريا الآن

تعامل مصر مع النظام الجديد في سوريا بحذر شديد، حيث وصفته السلطات المصرية بـ”سلطات الأمر الواقع” للتعبير عن الوضع القائم دون الاعتراف الرسمي الكامل. على سبيل المثال، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأحمد الشرع خلال القمة العربية في القاهرة في مارس الماضي، وجرى تبادل زيارات واتصالات بين الوزراء الخارجيين، مثل لقاء بدر عبد العاطي مع أسعد الشيباني. هذه الاجتماعات ركزت بشكل أساسي على تطورات الأوضاع في سوريا والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مما يعكس اهتماماً مشتركاً بالأمن الإقليمي. ومع ذلك، يظل التحفظ سائداً بسبب الماضي الجهادي للشرع، الذي كان مطلوباً من قبل الولايات المتحدة بمكافأة مالية قبل إلغائها مؤخراً.

الروابط الدبلوماسية بين القاهرة ودمشق

في السياق نفسه، تشكل العلاقات بين مصر وسوريا تحديات متعددة، خاصة مع وجود مئات الآلاف من السوريين المهاجرين في مصر، مما يعزز الارتباطات الإنسانية رغم التوترات. بعض المستخدمين على وسائل التواصل ربطوا بين تصريحات الشرع والهيمنة الإسرائيلية على مناطق سورية، معتبرين أنها تعكس ضعفاً في السياسة السورية الجديدة. من جانب آخر، دافع آخرون عن الشرع، مدعين أن كلماته مقتطعة من سياقها، حيث أكد على نجاح مصر أيضاً لكن مع دعوة للتسريع في التنمية. هذه الجدلية تبرز كيفية تفاعل الدبلوماسية مع الرأي العام، حيث يرى الإعلاميون المصريون مثل أحمد موسى أن الشرع قد لم يدرك بعد التغييرات الهائلة في مصر، معتبرين أن تصريحاته تعيد إلى الذهن صورة الماضي الدامي للحرب في سوريا. وفي الوقت نفسه، يُذكر أن الكاتب ماهر فرغلي ربط هذه التصريحات برفض مصر للنظام السوري منذ سقوط نظام الأسد، مما يعمق الفجوة بين البلدين. على الرغم من ذلك، تظل هناك جهود للحوار، كما في الاتصالات الهاتفية بين الوزراء، لكنها تواجه تحديات من مخاوف أمنية تتعلق بأفراد مصريين كانوا مرتبطين بجبهة الشام، التي كان الشرع قائدها السابق. هذه الجوانب تكشف عن طبيعة العلاقات المعقدة، حيث يسعى الجانبان للتوازن بين التعاون الإقليمي والحساسيات الداخلية، مع أمل في تحقيق استقرار أكبر في المنطقة العربية.