الإمارات تدين الهجمات المشينة ضد المدنيين في الفاشر
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 مايو 2024
في خطوة تعكس التزامها بالسلام الدولي والحماية الإنسانية، أعلنت الإمارات العربية المتحدة إدانتها الشديدة للهجمات المشينة التي استهدفت المدنيين في مدينة الفاشر بإقليم دارفور في السودان. وجاءت هذه الإدانة في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، حيث وصفت الهجمات بأنها “أعمال وحشية تنافي كل القيم الإنسانية وتخالف القوانين الدولية”.
خلفية الصراع في الفاشر
شهدت مدينة الفاشر، التي تعد مركز إقليم شمال دارفور، تصعيداً خطيراً في الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الفترة الأخيرة. وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة، أسفرت هذه المناوشات عن سقوط عشرات القتلى والمصابين بين المدنيين، بالإضافة إلى نزوح آلاف الأسر من منازلهم بحثاً عن الأمان. وتُعد هذه الهجمات جزءاً من الصراع الدائر في السودان منذ عام 2023، الذي أدى إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق، تشمل نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمأوى.
أكدت الإمارات في بيانها أن “الهجمات المتعمدة ضد المدنيين تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتستهدف تعميق المعاناة الإنسانية”. ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. كما شددت على أهمية الحوار السياسي كوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام المستدام في السودان.
موقف الإمارات تجاه الصراع السوداني
تعرف الإمارات بجهودها الدبلوماسية في دعم الاستقرار في المنطقة. ومنذ بداية الصراع، شاركت الإمارات في مبادرات دولية لدعم جهود السلام، بما في ذلك دعم اتفاقيات وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية. وقالت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية، مثلاً، في تصريحات سابقة: “نرفض أي شكل من أشكال العنف الذي يهدد حياة الأبرياء، وندعم كل الجهود الرامية إلى استعادة السلام في السودان”.
وفي سياق متصل، أعرب خبراء دوليون عن تقديرهم لموقف الإمارات، معتبرين أنه يعزز الجهود الجماعية لمكافحة النزاعات. وفقاً لمنظمة الشبكة العربية لحقوق الإنسان، فإن مثل هذه الإدانات تخلق ضغطاً أكبر على الأطراف المتحاربة للالتزام بالقانون الدولي.
الآثار الإنسانية والدولية
أدت الهجمات في الفاشر إلى تفاقم أزمة اللاجئين في المنطقة، حيث يعاني سكان دارفور من نقص شديد في الموارد الأساسية. وفقاً للأمم المتحدة، قد يصل عدد المتضررين إلى ملايين الأشخاص، مما يهدد بكارثة غذائية وصحية. في هذا الصدد، دعت الإمارات الحكومة السودانية والمجموعات المسلحة إلى احترام اتفاقيات جنيف الخاصة بحماية المدنيين، مشددة على أن “السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بالعدالة والمساواة”.
الختام: دعوة للسلام
تأتي إدانة الإمارات في وقت يشهد العالم تصعيداً في النزاعات، مما يؤكد ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمنع المزيد من الدماء. وفي ختام البيان، أكدت الإمارات دعمها الكامل لأي مبادرة تستهدف إنهاء الصراع في السودان، مع التركيز على بناء مستقبل أفضل لشعب السودان. كما حثت جميع الأطراف على وضع مصالح الشعب السوداني في المقام الأول، مؤكدة أن “السلام هو الطريق الوحيد للتقدم والازدهار”.
هذا الموقف يعكس دور الإمارات كقوة إقليمية ملتزمة بالسلام العالمي، ويذكرنا بأهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية.

تعليقات