اكتشاف مذهل: ديناصور محفوظ بالطين يحتفظ بجلده وأشواكه وحوافره.. هل تم كشف سر الحفظ أخيرًا؟

في مناطق الباد لاندز بشرق وايومنغ، تكمن كنوز من الأحافير القديمة في تكوينات لانس، حيث اكتشف العلماء في مساحة محدودة لا تتجاوز 10 كيلومترات عدة هياكل لديناصورات محفوظة بدقة مذهلة، بما في ذلك تفاصيل الجلد المتقشر والحوافر والأشواك. هذه الاكتشافات، التي تعود إلى فترة ما قبل 66 مليون عام، أعادت رسم صورة أكثر وضوحًا لكيفية حياة هذه الكائنات العملاقة، وأوضحت دراسة جديدة كيف تحولت جثث الديناصورات إلى “مومياوات” محفوظة بشكل استثنائي.

اكتشاف أحافير الديناصورات في وايومنغ

يصف الباحثون الرئيسيون، مثل الدكتور بول سيرينو من جامعة شيكاغو، هذه المنطقة بـ”منطقة المومياء”، حيث كشفت الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة Science، عن آليات حفظ الأنسجة الرخوة. في مطلع القرن العشرين، اكتشف صائد الأحافير تشارلز ستيرنبرغ هيكلين كاملين لديناصور من نوع إدمونتوسوروس أنيكتنس، محفوظين بنسبة 100%، مما سمح بدراسة تفاصيل الجلد والنتوءات اللحمية. وفي العقد الأول من الألفية الجديدة، تم العثور على مومياءين إضافيين، واحدة لصغير والأخرى لبالغ، مما أثار أسئلة حول كيفية بقاء هذه التفاصيل لملايين السنين. استخدم الفريق تقنيات متقدمة مثل التصوير المقطعي والتحليل الطيفي ليكتشفوا أن طبقة رقيقة من الطين، لا تتجاوز سماكتها ربع ميليمتر، غطت الجلد وأبقت شكله الأصلي، مشكلة قناعًا طبيعيًا يحافظ على التجاعيد والحراشف.

أسرار حفظ الديناصورات

يشرح التقرير كيف أدى المناخ المتنوع في أواخر العصر الطباشيري، مع دورات الجفاف والأمطار، إلى موت هذه الديناصورات ودفنها تحت الفيضانات، حيث جذبت البكتيريا طبقات من الطين التي احتفظت بتفاصيل الجلد. هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا جديدة لعلماء الأحافير، كما أكد الدكتور أنتوني مارتن من جامعة إيموري، الذي أبرز كيف تنجذب المعادن الطينية إلى الأسطح البيولوجية، مما يسمح بإعادة إنتاج دقيق للخصائص الخارجية. الديناصور إدمونتوسوروس، الذي يصل طوله إلى 12 مترًا، كان يحمل عرفًا لحميًا وعناصر مثل الحوافر، وهي سمة نادرة لم تُرصد سابقًا إلا لدى الثدييات. الدراسة تكشف أن هذه الحفظ لم يكن ناتجًا عن جفاف طبيعي مثل المومياوات المصرية، بل عملية جيولوجية دقيقة تجمع بين التفكك البيولوجي وترسيب الرواسب. النتائج تساعد في توقع مواقع اكتشافات مستقبلية، حيث أصبحت فهم آليات التحجير أكثر أهمية لرسم صورة كاملة عن تاريخ الحياة القديمة. بالإضافة إلى ذلك، كشفت التحليلات عن أن جلد الديناصور كان مغطى بحراشف صغيرة تشبه الحصى، مما يعزز فهمنا لسلوكه والبيئة التي عاش فيها، ويفتح الطريق لدراسات أعمق حول تنوع الكائنات المنقرضة.