حكايات رحلات البحر في دبا الحصن

معهد الشارقة للتراث ينظم جلسة حكايات من سفر البحر في دبا الحصن

الشارقة، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023

في خطوة تهدف إلى تعزيز التراث الإماراتي وتعزيز الوعي الثقافي لدى الأجيال الشابة، نظم معهد الشارقة للتراث جلسة خاصة بعنوان “حكايات من سفر البحر” في مدينة دبا الحصن. تأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية التي يقيمها المعهد للاحتفاء بالتاريخ البحري الغني للإمارات، الذي يمثل جزءاً أساسياً من هويتنا الوطنية.

خلفية الحدث

يعود تاريخ الإمارات ارتباطاً وثيقاً بالبحر، حيث كان التجارة البحرية وصيد الأسماك من أبرز أنشطة السكان الأوائل. تدخل جلسة “حكايات من سفر البحر” في هذا السياق، حيث ركزت على سرد قصص حقيقية وأساطير تراثية مستمدة من تجارب البحارة الإماراتيين في الماضي. نظم الحدث في مركز التراث الشعبي بدبا الحصن، الذي يعد واحداً من أبرز المواقع التراثية في الإمارات، وجذب حضوراً واسعاً من المواطنين والمقيمين، بما في ذلك طلاب المدارس والمهتمين بالثقافة.

قال الدكتور أحمد الزعابي، مدير معهد الشارقة للتراث، في تصريح له: “تهدف هذه الجلسة إلى إحياء الذكريات الجميلة لسفر البحر، الذي شكل عيون الحياة اليومية لأجيالنا السابقة. من خلال سرد هذه الحكايات، نريد أن ننقل رسالة واضحة عن أهمية الحفاظ على التراث كجزء من هويتنا الوطنية، ونشجع الشباب على الارتباط بتاريخ بلادهم”.

تفاصيل الجلسة

بدأت الجلسة في المساء، حيث قدم مجموعة من الرواة التراثيين المخضرمين، بما في ذلك بعض البحارة السابقين، قصصاً حية عن مغامراتهم في المحيط الهندي والخليج العربي. تناولت الحكايات مواضيع متنوعة مثل صيد اللؤلؤ، التجارة مع الدول المجاورة، والتحديات التي واجهها البحارة في ظروف البحر المتقلبة.

من بين القصص التي رويت:

  • قصة “سفر النجوم”، التي تتحدث عن كيفية استخدام البحارة للنجوم للإبحار في الليل.
  • حكاية حقيقية عن تجارة اللؤلؤ في القرن الماضي، وكيف ساهمت في بناء الاقتصاد الإماراتي.
  • قصة أسطورية عن “الجن في البحر”، التي تعكس التراث الشعبي والمعتقدات الشائعة بين السكان.

كما شملت الجلسة أنشطة تفاعلية، مثل عرض أدوات بحرية تقليدية وورش عمل لتعليم الجمهور بعض تقنيات الإبحار القديمة. تميز الحدث بمشاركة فنانين محليين قدموا عروضاً موسيقية تقليدية تعزز من جو التراث، مما جعل الجو أكثر حميمية وتفاعلية.

أهمية الحدث ثقافياً

يأتي تنظيم هذه الجلسة في وقت يشهد فيه العالم تطوراً سريعاً، حيث يسعى معهد الشارقة للتراث إلى حماية الإرث الثقافي من الاندثار. في ظل التحديات الحديثة مثل التغير المناخي والتطور التكنولوجي، تبرز هذه الفعاليات كوسيلة لنقل التراث من جيل إلى آخر. كما أنها تعزز السياحة الثقافية في دبا الحصن، الذي يعد وجهة مثالية للزوار المهتمين بالتاريخ البحري.

شهدت الجلسة حضوراً كبيراً، حيث تجاوز عدد الحاضرين 200 شخص، بما في ذلك ممثلين عن وزارة الثقافة والسياحة. وأكد المشاركون على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني.

الخاتمة

مع انتهاء جلسة “حكايات من سفر البحر”، يستمر معهد الشارقة للتراث في لعب دوره الرئيسي في الحفاظ على التراث الإماراتي. ومن المتوقع أن ينظم المعهد المزيد من الفعاليات المماثلة في المستقبل، مثل مهرجانات للتراث البحري وورش عمل للشباب. إذا كنت مهتماً بالانضمام إلى مثل هذه الفعاليات، يمكنك متابعة موقع المعهد الرسمي أو صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي.

في النهاية، تذكر أن التراث ليس مجرد قصص من الماضي، بل هو جزء حي من حاضرنا، ومن خلال مثل هذه الجلسات، نحافظ على إرثنا الثمين للأجيال القادمة.