شهد مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقي في مدينة دسوق إحتفالاً روحانياً مؤثراً نظمته المشيخة العامة للطرق الصوفية، حيث تجسدت الروح الصوفية في أجواء مليئة بالتأمل والعاطفة. جمع الحدث بين العناصر الدينية والثقافية، مما أثار مشاعر الإيمان والتفاعل لدى الحاضرين، مع حضور كبار الشخصيات والمشايخ الذين ساهموا في تعزيز الطابع الروحي للاحتفال.
لحظات روحانية وأبتهالات في مولد إبراهيم الدسوقي
شهد المولد حضوراً واسعاً من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الصوفي الأعلى، وعضو مجلس الشيوخ، إلى جانب جمال ساطور رئيس مركز دسوق. شارك أيضاً الدكتور محمد وسام نائباً عن أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور مجدي عاشور عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ معين رمضان وكيل وزارة الأوقاف في كفر الشيخ. هذه الشخصيات ساهمت في إضفاء هالة من الاحترام والتقدير على الاحتفال، الذي عكس تراث الصوفية المصرية بكل جمالها.
في أمسية دينية خاصة، بدأت الفعاليات بتقديم الإعلامي عماد غنيم، تلاه تلاوة قرآنية مؤثرة من الشيخ نصر أبو الجلاجل، التي أثارت مشاعر الخشوع لدى الجميع. أعقبتها كلمات مؤثرة من الشيخ محمد فكية إمام المسجد الإبراهيمي، والشيخ الشحات العزازي، بالإضافة إلى الدكتور محمد وسام والدكتور مجدي عاشور. هذه الكلمات ركزت على أهمية الطريق الصوفي في تعزيز الروحانية والتقرب إلى الله، مما جعل الجو مشحوناً بالتأمل والدعاء.
احتفال ديني في رحاب العارف بالله
بلغت ذروة الأمسية مع الابتهالات الدينية التي قدمها الشيخ محمد المصري، حيث ارتفعت الأصوات المليئة بالعاطفة لتبكي القلوب وتجمع بين الجماهير في لحظات روحانية خالصة. هذه الابتهالات لم تكن مجرد أداء فني، بل تجسيد للتراث الصوفي الذي يربط بين العقيدة والروح، مستوحاة من سيرة العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي. الحاضرون تفاعلوا بشدة، مع دموع الفرح والتوبة تملأ المكان، مما يعكس كيف أن هذه الفعاليات تعزز الوحدة الوطنية والإيمانية في مصر.
يُعتبر مولد إبراهيم الدسوقي مناسبة سنوية تجمع بين التراث والدين، حيث يتسع البرنامج ليشمل دروساً في الأخلاق والتصوف من خلال مشاركة مشايخ الطرق والأوقاف والأزهر. في هذا السياق، لعبت الإدارة المحلية دوراً كبيراً في تنظيم الفعاليات، مع إشراف نواب رئيس المدينة، لضمان أن تكون الاحتفالات آمنة ومنظمة. الابتهالات، التي غالباً ما تكون محوراً رئيسياً، لها تأثير عميق في إيقاظ الروحانية، حيث تسرد قصصاً من حياة الأولياء وتدعو إلى التوبة والإصلاح.
من جانب آخر، ساهمت هذه اللحظات في تعزيز التراث الثقافي لمدينة دسوق، التي تعتبر مركزاً للصوفية في مصر. الزوار من مختلف المناطق يشعرون بالارتياح الروحي، حيث يجدون في هذه الاحتفالات فرصة للتقرب إلى الله من خلال الدعاء والأذكار. لقد كان المولد فرصة للتذكير بقيم التواضع والإخلاص، التي يمثلها سيدي إبراهيم الدسوقي في تاريخه، مما يجعل الاحتفال ليس مجرد حدثاً سنوياً بل تجربة تعيد شحن الروح.
في ختام الاحتفال، لم يكن الأمر مجرد نهاية للأمسية، بل بداية لاستمرار التأثير الروحي في حياة المشاركين. هذا الحدث يعكس كيف أن التراث الصوفي يظل حياً، مؤكداً على أهمية الابتهالات واللحظات الروحانية في بناء مجتمع أكثر إيماناً ووحدة. مولد إبراهيم الدسوقي يستمر كرمز للإرث الديني في مصر، محافظاً على تقاليده مع تطويرها ليصل إلى جمهور أوسع.

تعليقات