في اللحظات الأولى للسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور، شهدت الأحداث تحولاً درامياً أدى إلى ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، حيث قامت قوات الدعم السريع بأعمال إعدام جماعي للجرحى والمدنيين داخل المستشفيات، مما يعكس عمق الأزمة الإنسانية في الإقليم.
انتهاكات قوات الدعم السريع في دارفور
وفقاً للتقارير الميدانية، شنت القوات هجمات مباشرة على المستشفيات، مما أسفر عن سقوط ضحايا بين الجرحى والمدنيين الذين لم يتمكنوا من الفرار. هذه العمليات تشمل عمليات تصفية ممنهجة في الشوارع، حيث انتشرت جثث العشرات وسط بقع الدماء قرب الآليات العسكرية، فيما أكدت المصادر أن مثل هذه الأفعال تنتهك صراحة القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين والجرحى. كما أشارت الروايات إلى فصل الرجال والفتيان عن النساء في المراكز الطبية، تليها جلسات تعذيب وإعدامات ميدانية، مما يعزز من تدهور الوضع الإنساني مع توقف الخدمات الأساسية وصعوبة وصول المساعدات.
جرائم حرب في الفاشر
مع استمرار الصراع، تحولت بعض المستشفيات إلى مواقع عسكرية، مما أجبر المنظمات الطبية على تعليق أنشطتها خوفاً من الهجمات على الكوادر الإنسانية. كشفت الصور الفضائية عن مقابر جماعية جديدة في ضواحي المدينة، تُعتقد أنها تحتوي على ضحايا الإعدامات الأخيرة، فيما يشهد الإقليم تصاعداً خطيراً في القتال بين القوات المتنازعة. هذا الواقع دفع المنظمات الدولية إلى مطالبة بفتح تحقيق عاجل لتوثيق الانتهاكات وضمان محاسبة المسؤولين، خاصة مع تزايد مخاوف تحول دارفور إلى كارثة إنسانية كبرى. في السياق ذاته، أدى الحصار الطويل والمعارك العنيفة إلى نزوح آلاف المدنيين نحو المناطق الحدودية، مما يعمق الأزمة وسط مخاوف من امتداد الصراع إلى جوار الدول.
من جانب آخر، تشير التقارير إلى أن الحرب في السودان، التي اندلعت منذ منتصف 2023، قد أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا وتشريد ملايين آخرين، مع تزايد الضغوط على البنية التحتية وتهديد الاستقرار الإقليمي. في ظل هذا الوضع، يبرز الدعوات الدولية لإيجاد حلول سريعة لوقف الدماء وضمان حماية المدنيين، حيث يُلاحظ تفاقم المشكلات الإنسانية مثل نقص الغذاء والرعاية الصحية، مما يجعل من الضروري تدخل فوري لمنع تفاقم الكارثة.

تعليقات