خالد بن محمد يبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع «أسترازينيكا»
بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر]
في خطوة تؤكد التزام الإمارات العربية المتحدة بتعزيز الشراكات الدولية في مجال الصحة والابتكار، بحث صاحب السمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، مع ممثلي شركة «أسترازينيكا» البريطانية العالمية، سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. هذا اللقاء، الذي أقيم مؤخرًا في أبو ظبي، يعكس الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية، البحث العلمي، وتطوير الأدوية، ويأتي في ظل ظروف عالمية متغيرة تتطلب شراكات قوية لمواجهة التحديات الصحية.
يُعد صاحب السمو الشيخ خالد بن محمد، الذي يشغل مناصب متعددة بما في ذلك رئيس مجلس أبو ظبي التنفيذي، رمزًا للقيادة الشابة في دولة الإمارات، حيث يركز على بناء جسور التعاون الدولي لتحقيق رؤية الدولة في مجال التنمية المستدامة. خلال الاجتماع، الذي حضره كبار المناصب في «أسترازينيكا» مثل المدير التنفيذي للشركة في الشرق الأوسط، ناقش الطرفان الجوانب الرئيسية لتعزيز الشراكة الحالية، التي تشمل التعاون في تطوير اللقاحات والأدوية المتقدمة، خاصة في مواجهة الجائحات المستقبلية.
وفقًا للتصريحات الرسمية الصادرة عن مكتب صاحب السمو، تم التركيز على عدة سبل لتعزيز هذه الشراكة، منها:
-
تعزيز البحث والتطوير: يسعى الطرفان إلى توسيع التعاون في مجال البحث العلمي، من خلال إنشاء مراكز بحث مشتركة في الإمارات. هذا يشمل دعم برامج التطوير الدوائي، خاصة في مجالات مكافحة الأمراض المزمنة مثل السرطان والأمراض القلبية، حيث تعد «أسترازينيكا» من الرواد العالميين في هذه المجالات.
-
إنتاج وتوريد الأدوية محليًا: أبرز صاحب السمو أهمية تعزيز القدرات المحلية في إنتاج الأدوية، من خلال استثمارات مشتركة في مصانع الإنتاج في الإمارات. هذا الجانب يهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الاستقلال الصحي، ويتوافق مع رؤية الإمارات 2071 التي تؤكد على الابتكار في الرعاية الصحية.
-
التدريب والتعليم: تم مناقشة برامج تدريبية مشتركة للأطباء والعلماء الإماراتيين، بالتعاون مع جامعات مثل جامعة محمد بن زايد للعلوم والتكنولوجيا. هذا يهدف إلى بناء المهارات المحلية وتطوير جيل جديد من المتخصصين في مجال الطب الحديث.
تأتي هذه المناقشات في سياق الشراكة الفعالة التي ربطت بين الإمارات و«أسترازينيكا» سابقًا، خاصة خلال جائحة كوفيد-19، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول التي حصلت على لقاحات الشركة وشاركت في التجارب السريرية. هذه الشراكة لم تكن مجرد تعاون تجاري، بل كانت جزءًا من جهود دولية أوسع لتعزيز الصحة العالمية، حيث ساهمت الإمارات بتمويل برامج بحثية بلغت ملايين الدولارات.
الفوائد من هذا التعزيز واضحة على كلا الطرفين. بالنسبة للإمارات، يعني ذلك تحسين الرعاية الصحية المحلية وزيادة الابتكار، مما يدعم رؤية دولة الإمارات كمركز عالمي للصحة. أما بالنسبة لـ«أسترازينيكا»، فإن الدخول الأكبر إلى الأسواق الخليجية يوفر فرصًا للتوسع في منطقة إستراتيجية، حيث تتمتع الإمارات ببنية تحتية متطورة واستثمارات هائلة في التقنية الحيوية.
في ختام الاجتماع، أعرب صاحب السمو الشيخ خالد بن محمد عن تفاؤله بمستقبل الشراكة، مؤكدًا أن مثل هذه التعاونات ستساهم في بناء عالم أكثر أمانًا صحيًا. وأكد الطرفان على متابعة المناقشات لتحويل الاتفاقات إلى مشاريع ملموسة، مما يعكس التزام الإمارات بالقيادة العالمية في مجال الصحة والابتكار.
هذا اللقاء يمثل خطوة أخرى في مسيرة الإمارات نحو تحقيق التنمية الشاملة، ويؤكد أن الشراكات الدولية هي مفتاح مواجهة التحديات العالمية. مع استمرار التطورات، من المتوقع أن تشهد هذه الشراكة نتائج إيجابية تؤثر على ملايين الأشخاص في المنطقة والعالم.

تعليقات