قال نائب الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم، ريان فايز، إن هذا المشروع يمثل رؤية طويلة الأمد مصممة لتغطي أجيال قادمة، دون الالتزام بموعد نهائي محدد مثل عام 2030. خلال مشاركته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار FII بالرياض، أكد فايز أن التركيز ينصب على تنفيذ استثمارات هائلة في البنية التحتية للمنطقة بأكملها، مع الالتزام بإعادة التقييم المستمر لكفاءة المشروعات. يؤكد هذا النهج أهمية تخصيص الموارد نحو ما يحقق نجاحًا اقتصاديًا مستدامًا، مع التأكيد على أن النجاح يعتمد على مراجعة مستمرة للميزانيات والمشاريع لضمان تركيز الجهود على العناصر الأكثر فعالية.
مشروع نيوم
يُعد مشروع نيوم نموذجًا مبتكرًا لإعادة تشكيل مفهوم المدن المستدامة، حيث يمتد على مساحة شاسعة تصل إلى أكثر من 26 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يفوق حجم بعض الدول بالكامل. يركز المشروع على بناء منظومة متكاملة تجمع بين الابتكار والاستدامة، مع النظر في تطوير البنية التحتية لتلبية احتياجات المستقبل. وفقًا لفايز، فإن الاستثمارات الجارية تشمل مشاريع كبيرة تتجاوز مجرد الإنشاءات الأساسية، بل تمتد إلى تطوير مجتمعات حديثة تعزز الاقتصاد والحياة اليومية. هذا النهج يضمن أن المشروع ليس مجرد بناء، بل تحول شامل يعيد تعريف كيفية عيش البشر في بيئات أكثر ذكاءً وكفاءة، مع الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
التطوير الشامل للبنية
يجري تنفيذ استثمارات كبيرة في مختلف جوانب البنية التحتية، بما في ذلك مطار خاص مخصص لخدمة المنطقة بأكملها، حيث بلغت نسبة التنفيذ في بعض المشاريع حتى 80%. هذه الجهود تستهدف خلق نظام متكامل يدعم نموًا متعدد الاستخدامات، مع التركيز على جعل المشروع جذابًا للمستثمرين العالميين. كما أوضح فايز أن الهدف الاستراتيجي يتمثل في الوصول إلى سكان يصل عددهم إلى تسعة ملايين نسمة، مما يجعله مركزًا حيويًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. يشمل ذلك إعادة تقييم مستمر لما يعمل بفعالية وما يحتاج إلى تعديل، لضمان أن المشروع يحقق أهدافه في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يبرز دور البنية التحتية في تعزيز الابتكار، مثل بناء الطرق والمنشآت اللوجستية التي تربط المناطق بعضها ببعض، مما يعزز التكامل الإقليمي. هذا النهج يجعل مشروع نيوم قصة نجاح محتملة، حيث يركز على الاستدامة طويلة الأمد بدلاً من النتائج الفورية.
في الختام، يمكن القول إن مشروع نيوم يمثل خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر ابتكارًا، حيث يجمع بين الرؤية الاقتصادية والالتزام البيئي. من خلال الاستثمارات الهائلة والتعاون الدولي، يسعى المشروع إلى خلق نموذج يمكن أن يُحتذى به عالميًا، مع التركيز على بناء مجتمعات تعتمد على التكنولوجيا والابتكار لتحقيق الرفاهية. هذا التحول لن يكون سهلاً، لكنه يعكس التزامًا حقيقيًا بإعادة تشكيل المناظر الحضرية لتكون أكثر استدامة وفعالية، مما يضمن أن الجيل القادم يرث بيئة أفضل. بالفعل، مع استمرار العمل على هذه المبادرات، يبدو أن مشروع نيوم سيكون ركيزة أساسية في خارطة التنمية العالمية للعقود القادمة.

تعليقات