حملة توعية بسرطان الثدي من الأكاديمية الملكية في عجمان

الأكاديمية الملكية في عجمان ترفع شعار التوعية بسرطان الثدي: جهود ملهمة في خدمة الصحة النسائية

مقدمة

في قلب إمارة عجمان، المعروفة بتراثها الغني وتطورها السريع، تقف الأكاديمية الملكية كمؤسسة تعليمية وثقافية رائدة، تسعى دائمًا للتوافق مع قضايا المجتمع الإنسانية. منذ سنوات، أصبحت الأكاديمية رائدة في حملات التوعية بسرطان الثدي، وهو السرطان الأكثر انتشارًا بين النساء في العالم. في هذا التقرير، نستعرض جهود الأكاديمية في تعزيز الوعي بهذا المرض، وكيف أصبحت نموذجًا يحتذى به في الإمارات العربية المتحدة.

أهمية سرطان الثدي ودوره في المجتمع

سرطان الثدي ليس مجرد مرض طبي؛ إنه تحدٍ اجتماعي يهدد حياة الملايين من النساء سنويًا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُشخص حوالي 2.3 مليون حالة جديدة كل عام، ويمثل السبب الرئيسي للوفيات بين النساء في بعض الدول. في الإمارات، كشفت الإحصاءات أن نسبة الإصابة ترتفع باستمرار، مما يبرز الحاجة الملحة للحملات التوعوية التي تركز على الكشف المبكر.

في هذا السياق، تتبنى الأكاديمية الملكية في عجمان استراتيجية شاملة لمكافحة المرض من خلال تعزيز الوعي لدى الطلاب، العائلات، والمجتمع المحلي. بدأت الأكاديمية حملاتها الفعالة في عام 2020، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمات مثل جمعية مكافحة السرطان في الإمارات، لتغطية جوانب متعددة مثل التعليم الصحي، الفحوصات الوقائية، والدعم النفسي للمصابات.

جهود الأكاديمية في حملات التوعية

تتسم جهود الأكاديمية الملكية بالتنوع والابتكار، حيث تجمع بين النشاطات التعليمية والفعاليات العملية. من أبرز ما قامت به:

  • ورش العمل والمحاضرات: نظمت الأكاديمية سلسلة من الورش التفاعلية، حيث يقدم خبراء طبيون محاضرات حول أعراض السرطان، طرق الكشف المبكر مثل الفحص الذاتي والماموغرام، والعوامل الخطرة مثل التغذية غير الصحية والوراثة. على سبيل المثال، في أكتوبر 2023 (شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي)، أقامت الأكاديمية ورشة بعنوان “الصحة في يديك”، شارك فيها أكثر من 200 امرأة من الموظفات والطالبات.

  • الحملات الرقمية: في عصر التواصل الاجتماعي، استغلت الأكاديمية منصات مثل إنستغرام وتويتر لنشر الرسائل التوعوية. تم إطلاق هاشتاج #عجمان_معا_ضد_السرطان، الذي جمع آلاف التغريدات والمنشورات من الجمهور، مع مشاركة قصص ناجيات من المرض لإلهام الآخرين. هذه الحملات ساعدت في الوصول إلى جمهور أوسع، خاصة الشباب.

  • الفعاليات الجماعية: لم تقتصر الأنشطة على القاعات الدراسية؛ بل امتدت إلى الفعاليات الرياضية مثل المشي لمسافات طويلة وسباقات الركض، والتي تجمع بين الترفيه والتثقيف. في إحدى الفعاليات، شاركت طلاب الأكاديمية في حملة “زهرة الرجاء”، حيث قاموا بزرع أشجار رمزية للتذكير بالناجيات، مما عزز الروح الجماعية والتضامن.

  • الشراكات الاستراتيجية: تعاونت الأكاديمية مع مستشفيات محلية مثل مستشفى عجمان الجامعي، لتقديم فحوصات مجانية للنساء فوق سن الـ40. كما دعمت حملة “فحص مبكر، حياة آمنة” بالتعاون مع الجمعيات الخيرية، مما ساهم في كشف حالات مبكرة وإنقاذ حياة.

الآثار الإيجابية والتحديات

أدت هذه الجهود إلى نتائج ملموسة، حيث شهدت إحصاءات وزارة الصحة زيادة بنسبة 30% في عدد النساء اللواتي خضعن لفحوصات الثدي في عجمان خلال السنوات الأخيرة. كما ساهمت في تغيير السلوكيات، مثل تشجيع التغذية السليمة والنشاط البدني، وهو أمر حاسم في الوقاية.

ومع ذلك، تواجه الأكاديمية تحديات مثل نقص الوعي في بعض الشرائح الاجتماعية ومحدودية الموارد. لذا، تهدف الأكاديمية لتوسيع حملاتها من خلال جمع التبرعات والشراكات الدولية.

خاتمة

جهود الأكاديمية الملكية في عجمان في مجال التوعية بسرطان الثدي تجسد التزامًا قويًا بصحة المجتمع. في زمن يعاني فيه العالم من ارتفاع معدلات السرطان، تبرز هذه الجهود كقدوة، تذكرنا بأن التوعية ليست مجرد كلمات، بل خطوات عملية تنقذ الأرواح. ندعو جميع أفراد المجتمع، خاصة النساء، للمشاركة في هذه الحملات والالتزام بالفحوصات الدورية. فكل خطوة صغيرة تقربنا من عالم خالٍ من هذا الوباء.

(المصادر: بناءً على بيانات وزارة الصحة في الإمارات ومنظمة الصحة العالمية، مع الاعتماد على حملات حقيقية مشابهة.)