الذهب الأبيض يزين الشون في بداية موسم جمع القطن بالدقهلية
شهدت محافظة الدقهلية في مصر بداية موسم جمع القطن بتوافد كبير من المزارعين نحو الشون ومراكز التجميع المخصصة، حيث يساهم هذا الموسم في تعزيز الإنتاج الزراعي ودعم الاقتصاد المحلي. القطن، المعروف باسم الذهب الأبيض، يمثل مصدر رئيسي للدخل في المناطق الزراعية، خاصة في محافظة الدقهلية التي تتميز بأراضيها الخصبة ومناخها المناسب لزراعته. مع انطلاق الموسم الرسمي في يوم الإثنين 27 أكتوبر 2025، بدأت الشون في استقبال كميات هائلة من محصول القطن المصري، وتحديداً النوع جيزة 94 طويل التيلة، الذي يُزرع على مساحة تزيد عن 23520 فداناً داخل المحافظة.
يعمل المزارعون على توريد محصولهم إلى هذه المراكز، حيث يتم تسجيل بياناتهم الشخصية وبيانات محاصيلهم بناءً على الحيازات الزراعية. بعد ذلك، يخضع القطن لعمليات دقيقة تشمل الفرز لضمان جودته، ثم الوزن بدقة لتحديد الكميات، وأخيراً التشوين داخل مراكز التجميع للحفاظ عليه حتى التصدير أو الاستخدام المحلي. هذه العمليات تضمن عدم تلف المحصول وتعزز من كفاءة السلسلة الإنتاجية، مما يدعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الصادرات.
أعلنت مديرية الزراعة في الدقهلية عن تخصيص 12 مركزاً للتجميع في مختلف المدن التابعة للمحافظة، مثل ميت غمر، أجا، السنبلاوين، تمي الأمديد، المنصورة، دكرنس، ميت سويد، منية النصر، المنزلة، طلخا، شربين، وبلقاس. هذه المراكز تهدف إلى تسهيل وصول المزارعين وتسريع عملية جمع الكميات، مما يساعد في تجنب الخسائر والتأكيد على الالتزام بجدول الموسم. وفقاً للتوقعات، ستسلم المحافظة هذا العام حوالي 117600 قنطار من القطن، مع متوسط إنتاج يتجاوز 5 قنطارات لكل فدان، مما يعكس ارتفاع الكفاءة الزراعية في المنطقة.
بالنسبة للسعر، تم تحديد سعر القطن في محافظة الدقهلية بـ 9000 جنيه مصري للقنطار، وهو أعلى من السعر في الوجه القبلي الذي يبلغ 7000 جنيه. هذا الفرق يعزز من جاذبية الزراعة في الوجه البحري، حيث يشجع الحكومة على دعم المزارعين من خلال سياسات تسعيرية تعكس قيمة المنتج. في السياق نفسه، حرصت الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج على الالتزام بتعليمات الحكومة لضمان شراء الكميات بسعر مناسب، كما حدث في الموسم الماضي عندما تم شراء أكثر من 300 ألف قنطار لدعم المصانع المحلية.
من جانب آخر، يعكس هذا الموسم جهود الحكومة في تلافي الفجوة بين الأسعار المحلية والعالمية، حيث بلغ سعر الضمان للقنطار في الوجه القبلي 10000 جنيه، وفي الوجه البحري 12000 جنيه في الموسم السابق. هذه الإجراءات تستهدف تعزيز المنافسة وتحقيق ربحية أعلى للمزارعين، مما يدفع الاقتصاد الزراعي إلى الأمام. بشكل عام، يمثل موسم جمع القطن في الدقهلية فرصة للنمو الاقتصادي والاجتماعي، مع التركيز على الاستدامة البيئية والتكنولوجيا الحديثة في الزراعة، لضمان استمرارية الإنتاج في المستقبل. هذا النشاط ليس مجرد عمل تجاري، بل هو جزء أساسي من هوية المنطقة الزراعية في مصر.

تعليقات