استكشف بيروت كمتحف مفتوح يجمع بين سحر العمارة، الفن، والأزياء في معرض We Design Beirut!
فور دخولك إلى فيلا عودة في بيروت، يلفت نظرك البيانو المعلق والأغراض المنتشرة، كما لو كانت تجسيداً حياً للدمار الذي سببه انفجار مرفأ بيروت عام 2020. هذا المشهد ينبعث من استوديو الموسيقار اللبناني خالد مزنر، الذي تحول إلى رمز للخسارة والصمود، مستلهماً مقطوعته “نبض” ليروي قصة الدمار والتجدد.
تصميم بيروت: إحياء الروح الإبداعية
تحولت فعالية “We Design Beirut”، التي انطلقت في 22 أكتوبر، إلى حدث ثقافي كبير، حيث احتضنت ثمانية معارض فنية وعمارية في خمسة مواقع تاريخية مثل مصنع أبرويان وبرج المر. نظمتها ماريانا وهبة بالتعاون مع الفنان سامر الأمين، واستهدفت نقل نبض المدينة مع تناقضاتها، مما جعلها مساحة هشة تعكس جمالاً عميقاً. قال مزنر إن عمله أصبح جسماً محسوساً، يعبر عن الحزن والإصرار على البقاء، في حين وصف المهندس المعماري فادي يشوعي عمله “La Volupté” بأنه رحم المدينة، مستخدماً هيكلاً فولاذياً مغطى بالجبس ليجسد بيروت كأم حانية. كما قدم رامي بطرس عملاً بعنوان “الوعد”، يتكون من كتل حجرية بازلتية قديمة كمقاعد عائمة، تدعو الزوار إلى التأمل في صمود المدينة عبر الماضي والحاضر والمستقبل.
فن المدينة: تعبير عن القوة والتجدد
في هذه الفعالية، جسدت ميريام صادق بيروت كامرأة قوية ومترسخة، مستخدمة الخشب لصنع تمثيل ظلي يعكس الاستقرار والانتظار لقوة إلهية تعيد الحياة. أما تارا جاين تابت، التي عادت إلى بيروت بعد سنوات من الهجرة، فقدمت تركيباً من حجارة إسمنتية من شوارع الجميزة، مزينة بالطين والشمع لتذكير بأمل اللبنانيين نحو المستقبل. الفعالية لم تتوقف عند العمارة، بل امتدت إلى عالم الأزياء، حيث قدم سليم عزام عرضاً يجمع بين الأصوات التقليدية والموسيقى، مع نساء يرتدين اللون الأسود ويحركن أيديهن على ملاءات بيضاء. كذلك، عرض أسعد أسطا وجورج قزي قطعاً فنية مثل “مقعد الأفق” و”ثالوث”، مصنوعة من مواد معاد تدويرها، لتسليط الضوء على الابتكار البيئي. سارة بيضون ساهمت بجمع الحرف اليدوية المهددة بالاندثار، مثل التطريز والكروشيه، في تركيبات تعيد إحياء التقاليد الثقافية، بينما قدم حسن إدريس عملاً بعنوان “The Supper Club” يجمع بين التطريز والأقمشة المعاد تدويرها. هذه الأعمال جميعها تعكس كيف يتحول الفن في بيروت إلى صوت للصمود، محافظاً على الهوية الثقافية رغم التحديات، ومؤكداً أن القصص اللبنانية لا تنتهي بل تتجدد دائماً.

تعليقات