الاقتصاد والسياحة وإكسبو دبي تطلقان مجمعاً للاستدامة
صحيفة الخليج – الخليج
دبي – أعلنت وزارة الاقتصاد والسياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع منظمي إكسبو دبي، عن إطلاق مشروع ضخم يُمثل نقلة نوعية نحو الاستدامة البيئية والاقتصادية. ويأتي هذا المشروع تحت اسم “مجمع الاستدامة”، الذي سيُعتبر محوراً رئيسياً لتعزيز المبادرات البيئية والتنموية في المنطقة، وسط تفاؤل كبير من الخبراء والمسؤولين.
في خطوة تُعزز من جهود الإمارات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تم الإعلان عن هذا المجمع خلال حفل رسمي عقد في قلب مدينة دبي، بحضور كبار المسؤولين الحكوميين. ويُعد المجمع جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى دمج الاقتصاد والسياحة مع القضايا البيئية، مستلهماً من نجاح إكسبو دبي الذي أُقيم في عام 2020 وكان شعاره “الربط بين العقول، خلق المستقبل”.
أهداف المجمع وتفاصيله
يشمل مجمع الاستدامة مجموعة من المباني الذكية والمتنوعة، تصل تكلفتها إلى ملايين الدراهم، وهو مصمم ليكون نموذجاً عالمياً في تطبيق تقنيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياحية. كما سيشمل مراكز بحثية متخصصة في مجالي الاقتصاد الأخضر والسياحة المستدامة، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للتعليم العام، حيث يمكن للزوار تعلم مبادئ الاستدامة من خلال معارض تفاعلية وورش عمل.
وفقاً للبيان الرسمي، يهدف المجمع إلى دعم الاقتصاد الإماراتي من خلال خلق آلاف فرص العمل في قطاعي الطاقة المتجددة والسياحة، مع التركيز على جذب السياح البيئيين من جميع أنحاء العالم. قال معالي الشيخ أحمد بن محمد، أحد المسؤولين في وزارة الاقتصاد: “إن هذا المشروع يجسد التزام الإمارات بالابتكار والاستدامة، وهو خطوة أساسية نحو بناء اقتصاد يعتمد على الممارسات الخضراء”.
أما بالنسبة لإكسبو دبي، فإن هذا المجمع يُعد امتداداً طبيعياً للأهداف التي طرحها المعرض العالمي، الذي جمع أكثر من 190 دولة لمناقشة قضايا المستقبل مثل الطاقة النظيفة والتغير المناخي. وأكد المدير التنفيذي لإكسبو دبي أن “المشروع سيعزز من سمعة دبي كوجهة سياحية رائدة، مع التركيز على الحفاظ على البيئة لأجيال قادمة”.
أهمية الاستدامة في الاقتصاد والسياحة
في ظل التحديات البيئية العالمية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وندرة الموارد، يُمثل مشروع مجمع الاستدامة خطوة استراتيجية لربط الاقتصاد بالسياحة بطريقة مستدامة. السياحة، كأحد أكبر محركات الاقتصاد في الإمارات، ساهمت بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي، لكنها تواجه ضغوطاً بيئية. من هنا، يسعى المجمع إلى تطوير نموذج سياحي يعتمد على الابتكار، مثل الجولات السياحية في مناطق محمية بيئياً، والشراكات مع الشركات العالمية لتطوير منتجات سياحية خضراء.
كما أن هذا المشروع يتوافق مع رؤية الإمارات 2071، التي تهدف إلى تحويل الدولة إلى اقتصاد رقمي وأخضر. وفقاً لتقارير خبراء، من المتوقع أن يساهم المجمع في زيادة النمو الاقتصادي بنسبة تصل إلى 5% خلال السنوات الخمس القادمة، مع جذب استثمارات أجنبية في مجال الطاقة المتجددة.
تأثيرات مستقبلية وشراكات دولية
مع انطلاق المجمع، من المتوقع أن يصبح منصة للتعاون الدولي، حيث دعا المسؤولون الدول الأخرى للمشاركة في برامجه. على سبيل المثال، سيتم عقد مؤتمرات سنوية حول السياحة المستدامة، بالإضافة إلى برامج تدريبية للشباب من دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي الختام، يُعد إطلاق مجمع الاستدامة بمثابة إنجاز إماراتي يعكس التزام البلاد بالمسؤولية البيئية والاقتصادية. كما أن هذا المشروع يرسل رسالة قوية إلى العالم بأن الاقتصاد والسياحة يمكن أن تتطور مع الحفاظ على كوكبنا. ومن المتوقع أن يتم افتتاح المجمع رسمياً في نهاية العام الحالي، مع توقعات بأن يحظى بإقبال كبير من السياح والمستثمرين.
صحيفة الخليج – الخليج تتابع التطورات المتعلقة بهذا المشروع، وستقدم تغطية شاملة لأحداثه المستقبلية. للمزيد من التفاصيل، يرجى زيارة موقعنا الإلكتروني.

تعليقات