اكتشاف مذهل: رحالة إماراتي يسجل معبد الفئران في الهند، حيث يعيش أكثر من 25 ألف فأر!

الهند دائمًا ما تكون مصدر إلهام للعجائب الثقافية والدينية، حيث تجمع بين تقاليد عريقة ومعتقدات فريدة. من بين أبرز هذه المعالم، يبرز معبد يحتضن آلاف الفئران كرمز مقدس، مما يجعله واحدًا من أغرب الأماكن في العالم.

معبد الفئران: رحلة في أعماق التراث الهندي

في رحلة استكشافية مذهلة، يروي رحالة إماراتي تجربته داخل معبد “كارني ماتا”، المعروف باسم “معبد الفئران”، الذي يقع في بلدة ديشنوك بولاية راجستان. هذا المعبد ليس مجرد مبنى تاريخي، بل هو عالم حي حيث تعيش أكثر من 25 ألف فأر بكامل حريتها، تجوب الأرضيات والجدران دون قيود. يبدأ الزوار رحلتهم بهذه الظاهرة الغريبة، حيث يشاهدون الفئران تنساب من الشقوق وتمر فوق أقدامهم، مما يثير مزيجًا من الدهشة والفضول. بحسب المعتقدات المحلية، تعتبر هذه الفئران تجسيدًا للأرواح البشرية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعبودة “كارني ماتا”، التي ترمز إلى الإلهة “دورغا”، حامية الأمومة والحماية. هذه القصة تعود إلى القرن الرابع عشر، حيث عاشت “كارني ماتا” كحكيمة وزاهدة، مكتسبة احترامًا واسعًا بين السكان، وأصبحت معبدُها مكانًا للتقديس.

أسرار مقدس الكائنات الصغيرة

يشكل معبد “كارني ماتا” تجربة فريدة تجمع بين الإيمان والتراث، حيث يأتي الزوار من كل حدب وصوب لتقديم القرابين مثل الحليب والحلويات لهذه الفئران المقدسة. يُعتقد أن رؤية فأر أبيض نادر بين الآلاف يجلب الحظ، حيث يُرى كتجسيد مباشر للإلهة نفسها. ومع ذلك، فإن التعامل مع هذه الكائنات يتطلب احترامًا مطلقًا؛ فإيذاء أو قتل فأر، حتى بشكل غير مقصود، يُعد خطيئة كبيرة، ويجب تعويضها بتقديم فأر مصنوع من الذهب. الرحالة الإماراتي وصف رحلته بالتحدي، حيث استغرقت الوصول إلى المعبد ساعات طويلة عبر محطات متعددة من دبي إلى مومباي ثم جودبور، لكنه وجد فيها فرصة لفهم قيم التسامح والنسبية الثقافية. هذه التجربة لم تكن مجرد زيارة، بل كانت درسًا في احترام الآخر، حيث اختلط الإعجاب بالرهبة أمام هذا الامتزاج بين الإنسان والحيوان. في عالم اليوم، يثير مثل هذا المكان نقاشات حية، حيث يرى البعض فيه رمزًا للتنوع الروحي، بينما يرى آخرون تحديًا للعادات اليومية، مما يجعله موقعًا يستحق الاستكشاف لمن يسعى لتوسيع آفاقه. هذا التراث الغني يذكرنا بأن الهند تستمر في تقديم مفاجآت تعزز التواصل بين الشعوب، مشجعة على قبول الاختلافات كجزء أساسي من الثراء البشري.