كنوز توت عنخ آمون و100 ألف قطعة أثرية تكشف عن افتتاح المتحف المصري الكبير

يتحدث العالم عن اللحظات التاريخية التي تنتظرنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث سيفتح أبوابه لأول مرة قريباً، محتضناً كنوزاً أثرية تضم أكثر من 100 ألف قطعة، بما في ذلك آثار الملك توت عنخ آمون. هذا الصرح الثقافي الضخم، الذي يقع بجوار أهرامات الجيزة، يعد انعكاساً لعظمة الحضارة المصرية القديمة، وسيجمع بين التراث الفرعوني والتكنولوجيا الحديثة ليصبح وجهة عالمية تجذب الملايين.

افتتاح المتحف المصري الكبير: لحظة تاريخية تكشف عن كنوز الأجيال

مع اقتراب الافتتاح الرسمي في الأيام القليلة المقبلة، يتجه العالم نحو القاهرة للاحتفال بما يُعد أكبر معلم حضاري في مصر. المتحف، الذي بدأت أفكاره في تسعينيات القرن الماضي، شهد وضع حجر الأساس عام 2002، ثم تصميمه من قبل شركة هينجهان بنج في 2003، حيث تم اختيار موقع يطل مباشرة على أهرامات الجيزة. هذا التصميم الفريد يعتمد على أشعة الشمس التي تتدفق من قمم الأهرامات لتشكل رمزاً بصرياً للمتحف، مما يجسد اندماج الطبيعة مع التراث. بدءاً من عام 2005، تم إنشاء مرفق خاص لترميم الآثار، يشمل معامل متقدمة لضمان الحفاظ على هذه القطع النادرة.

المتحف يضم مجموعة فاخرة من الأعمال الأثرية، حيث تبرز كنوز توت عنخ آمون بأكثر من 5,300 قطعة، معروضة لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922. بالإضافة إلى ذلك، يعرض المتحف مجموعة الملكة حتب حرس، ومراكب الملك خوفو، وتمثال مزدوج للآلهة آمون وموت، إلى جانب عمود من الجرانيت الوردي لرمسيس الثاني، وتمثال لإيزيس تحمل حورس، ولوحة لأمنمحات الأول. مساحة المتحف تتجاوز نصف مليون متر مربع، مما يتيح لأكثر من خمسة ملايين زائر الاستمتاع بتجربة ثقافية شاملة سنوياً. يحتوي أيضاً على حديقة مزينة بأشجار تعكس نباتات العصر الفرعوني، ومكتبة متخصصة في علم المصريات، ومركز أبحاث، بالإضافة إلى مناطق للأنشطة الثقافية مثل قاعات عرض مؤقتة، ومتحف للأطفال، ومركز مؤتمرات، ومناطق تجارية ومطاعم وفندق بأكثر من 30 غرفة.

كنوز الفراعنة تجسد عظمة التراث المصري

يبرز معامل الترميم في المتحف كأحد أكبر المراكز في الشرق الأوسط، بمساحة تزيد عن 22 ألف متر مربع، حيث يشمل معمل للخزف والزجاج والمعادن لترميم الأواني والتماثيل، وآخر للأخشاب لصيانة التوابيت والأثاث الجنائزي، ومعمل للأحجار للقطع الكبيرة، بالإضافة إلى معمل ميكروبيولوجي يعمل على منع تلف الآثار، ومعمل متخصص في ترميم المومياوات مثل تلك الخاصة بطيور أبو منجل. هذه الجهود تضمن عرض الكنوز بأعلى معايير الأمان والحفاظ، مما يجعل المتحف مصدراً لا ينضب للمعرفة والإلهام. الاحتفالات الثلاثة الأيام للافتتاح ستشهد حضور قادة دوليين، مع استعدادات هائلة من الدولة لاستقبال الزوار، مما يعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية عالمية. بهذا التنوع في المعروضات والأنشطة، يصبح المتحف المصري الكبير رمزاً للتفاعل بين الماضي والحاضر، محافظاً على إرث يستمر في جذب الأجيال القادمة.