برونيلا سكيلز، نجمة مسلسل “فولتي تاورز”، توفيت عن عمر ناهز 93 عامًا.

وفاة الممثلة برونيلا سكيلز

في خبر يعكس نهاية عصر من التألق الفني، رحلت الممثلة البريطانية البارزة برونيلا سكيلز عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض الزهايمر. كانت سكيلز إحدى أيقونات الكوميديا في بريطانيا، اشتهرت بدورها الرائع في مسلسل “فولتي تاورز”، حيث لعبت شخصية “سيبيل فولتي”، المرأة الذكية والمتسلطة التي ساهمت في صنع الكوميديا البريطانية الحديثة. أعلن أبناؤها، صامويل وجوزيف، عن وفاتها في منزلها بلندن، موضحين أنها توفيت بسلام محاطة بأحبائها، وأنها شاهدت حلقات من المسلسل الذي أحبته قبل يوم واحد من رحيلها. خلال مسيرتها المهنية الطويلة، التي استمرت لأكثر من سبعة عقود، قدمت سكيلز أداءات متنوعة شملت المسرح، السينما، والتلفزيون، مما جعلها رمزًا للإبداع والمثابرة في عالم التمثيل.

إرث النجمة البريطانية

تركت برونيلا سكيلز وراءها إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا، حيث بدأت مسيرتها كمساعدة مدير في مسرح بريستول أولد فيك بعد تخرجها، ثم تطورت لتشمل أدوارًا سينمائية مبكرة أثبتت فيها موهبتها. أبرز هذه الأدوار كان في مسلسل “فولتي تاورز”، حيث شكلت ثنائيًا كوميديًا لا يُنسى مع الممثل جون كليز، مما ساهم في نجاح المسلسل كواحد من أشهر الإنتاجات الكوميدية في التاريخ. كما جسدت سكيلز الملكة إليزابيث الثانية في مسرحية “سؤال نسب”، مما أبرز مهاراتها في تقمص الشخصيات التاريخية، وشاركت في حملات إعلانية لشركة “تيسكو” لمدة عقد كامل، بالإضافة إلى تقديم البرنامج التلفزيوني “رحلات القنوات العظمى” مع زوجها الممثل تيموثي ويست، الذي توفي في نوفمبر 2024. على الجانب الشخصي، كانت سكيلز أمًا لابنين وابنة، وجدة لسبعة أحفاد، وجدة لأربعة من أبناء الأحفاد، مما يعكس حياة مليئة بالحب والعائلة إلى جانب الإنجازات المهنية. مساهمتها في الفن لم تكن مقتصرة على الضحك والترفيه، بل شملت أيضًا إلهام جيل كامل من الفنانين من خلال تفانيها ومهاراتها المميزة.

من اللافت في حياة سكيلز كيف جمعت بين الدور الكوميدي والأدوار الدرامية، مما جعلها قادرة على الإمساك بقلب الجمهور عبر العقود. على سبيل المثال، دورها في “فولتي تاورز” لم يكن مجرد أداء، بل كان تعبيرًا عن الذكاء والسخرية اللاذعة، التي ساهمت في تعريف الكوميديا البريطانية. مع مرور السنين، واجهت سكيلز تحديات الصحة، لكنها ظلت رمزًا للقوة والإصرار، حيث استمرت في متابعة هواياتها وتذكر أعمالها الفنية حتى النهاية. يُذكر أن فنها لم يقتصر على بريطانيا، بل امتد تأثيره إلى الشرق الأوسط وأوروبا، حيث ألهم العديد من الممثلين الشباب. في الختام، رحيل سكيلز يعد خسارة كبيرة لعالم الفن، لكنه يترك لنا تراثًا يستمر في إلهام الأجيال القادمة، مما يؤكد أن تأثيرها سيظل حيًا في القلوب والشاشات لسنوات طويلة قادمة.